Biography |
تَذكارُ القِدِّيسِ زُوسِيمَا وُلِدَ هَذا القِدِّيسُ في فَلِسْطِين، في مُنْتَصَفِ القَرْنِ الرابِعِ الميلادِيّ، مِنْ أَبَوَينِ مَسِيحِيَّينِ قِدِّيسَين. وفي السَنَةِ الخامِسَةِ مِنْ عُمْرِهِ سَلَّمَاهُ لِراهِبٍ شَيْخٍ قِدِّيس، فَرَبَّاهُ تَرْبِيَةً مَسِيحِيَّةً وعَلَّمَهُ العُلُومَ المَسِيحِيَّة، فَـتَـمَرَّسَ فـي الـنُـسْـكِ إِلَى أَنْ بَـلَـغَ الـثَالِثَةَ والخَمْسِينَ مِنْ عُمْرِهِ. وفِيمَا كانَ يُفَكِّرُ يَوْمًا في طَرِيقَةٍ أُخْرَى تَزِيدُهُ رُقِيًّا في الفَضِيلَةِ والقَداسَة، حَضَرَ مَلاكُ الرَبِّ وقالَ لَهُ: "يا زُوسِيمَا، أُتْرُكْ دَيْرَكَ وَاذْهَبْ إِلَى دَيْرٍ عَلَى ضِفَافِ الأُرْدُنّ، حَيْثُ تَرَى مِنَ الفَضَائِلِ والعَظَائِمِ مَا تَصْبُو إِلَيهِ نَفْسُكَ"، فَفَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ المَلاك، قَامَ ومَضَى إِلَى هُنَاكَ، فَوَجَدَ الدَيْرَ آهِلًا بِعَدَدٍ وافِرٍ مِنَ الرُهْبان، يَدْأَبُونَ في أَعْمَالِ النُسْكِ والتَقَشُّفِ وعَمَلِ اليَد، ويتَنَاوَبُونَ عَلَى الصَلاةِ في كَنِيسَتِهِمْ لَيْلًا ونَهَارًا بِدُونِ انْقِطاع، ولا يَقْتَاتُونَ إِلَّا بِالخُبْزِ والماء. فَارْتَاحَ إِلَى تِلْكَ الحَيَاةِ النِظَامِيَّة. ثُمَّ سَارَ في زَمَنِ الصَوْمِ الأَرْبَعِينيِّ المُقَدَّسِ في عُمْقِ البَرِّيَّة، فَلَقِيَ مَرْيَمَ المِصْرِيَّةَ التَائِبَةَ وعَادَ بَعْدَ سَنَةٍ فَنَاوَلَهَا الزادَ الأَخِير. عَاشَ زُوسِيمَا مُثَابِرًا عَلَى أَعْمَالِ النُسْكِ والقَداسَة، إِلَى أَنْ نَقَلَهُ اللهُ إِلَيهِ في السَنَةِ 525. صَلاتُهُ مَعَنَا. آمين. |