Biography |
تَذكارُ القِدِّيسَينِ بِتْرُومُوتْيُوس وقِبْريس كانَ بِتْرُومُوتْيُوسُ رَئيسًا عَلَى اللُصُوص. إِهْتَدَى إِلَى الإِيمانِ الحَقِّ إِثْرَ رُؤْيَا، مَفَادُهَا أَنَّهُ صَعِدَ إِلَى سَـطْـحِ أَحَـدِ الـبُــيُـوتِ لامْرَأَةٍ تَــقِيَّةٍ بِقَصْدِ السَرِقَة، لَكِنَّ نَوْمًا وَقَعَ عَلَيهِ فَرَأَى في الحُلْمِ رَجُلًا يَأْمُرُهُ بِأَنْ يَكُفَّ عَنِ اقْتِرافِ الإِثْمِ ويَتُوب. فَعَادَ عَنْ غَيِّهِ واعتَمَدَ وصارَ راهِبًا، وكَذَلِكَ صَدِيقُهُ قِبْرِيس. ثُمَّ نَسَكَا مَعًا في بَرِّيَّةِ مِصْر، فَوُشِيَ بِهِمَا إِلَى يُولْيَانُوسَ الجاحِد (360-363)، فَاسْتَحْضَرَهُمَا وأَخَذَ يَتَمَلَّقُهُمَا ويَتَهَدَّدُهُمَا لِيَكْفُرَا بِالمَسِيح. فَأَطاعَهُ أَوَّلًا قِبْريسُ وجَحَدَ الإِيمان، أَمَّا بِتْرُومُوتْيُوسُ فَثَبَتَ في إِيمانِهِ وأَخَذَ يُوَبِّخُ المَلِكَ عَلَى كُفْرِهِ ويُصَلِّي مِنْ أَجْلِ رَفيقِهِ، ويُؤَنِّبُهُ عَلَى جُحُودِهِ باكِيًا أَمامَهُ. لِذَلِكَ تَأَثَّرَ قِبْريسُ جِدًّا وتَشَدَّدَ بِالنِـعْـمَـةِ الإِلَهِيَّة، فَـهَـتَـفَ قـائِـلًا: "إِنِّـي أنـا عَبْدُ يَسُوعَ المَسِيح، لا عَبْدُ يُولْيَانُوسَ الجاحِد". فَأَمَرَ بِهِ المَلِكُ فَقَطَعُوا لِسَانَهُ وطَرَحُوا الاثْنَينِ مَعًا في أَتُّونٍ مُضْطَرِم، فَكَانَا يُصَلِّيانِ وَسْطَ النارِ سَالِمَينِ مِنْ كُلِّ أَذًى بِقُوَّةِ الله. وَلِذَلِكَ آمَنَ جُنْدِيٌّ اسْمُهُ أَلِكْسَنْدرُوسُ وجاهَرَ بِأَنَّهُ مَسِيحِيّ، فَزَجُّوهُ مَعَهُمَا في الأَتُّونِ فَلَمْ يَنَلْهُمْ أَذًى. فَاسْتَشَاطَ المَلِكُ غَيْظًا وأَمَرَ بِهِم فَضُرِبَتْ أَعْناقُهُم، وتَكَلَّلَتْ رُؤُوسُهُم بِالشَهادَةِ سَنَةَ 362. صَلاتُهُم مَعَنَا. آمين. |