| Biography |
تَذكارُ القِدِّيسَين رُومَانُوسَ وبَارُولَا وُلِدَ رُومانُوسُ نَحْوَ سَنَةِ 275، في أَنْطاكِيَة-سُورِيَّا، في أُسْرَةٍ شَرِيفَة. تَثَقَّفَ بِالعُلُومِ وارْتَقَى الدَرَجَةَ الشَمَّاسِيَّة. وعِنْدَمَا انْدَلَعَتْ نَارُ الاضْطِهَادِ عَلَى المَسِيحِيِّينَ في زَمَنِ الإِمْبِرَاطُورِ دْيُوكْلِتْيَانُوس (285-305)، سَنَةَ 303، أَخَذَ إِسْكِلْبْيَاذُوسُ الحَاكِمُ يُلْقِي القَبْضَ عَلَىالمَسِيحِيِّينَ في أَنْطَاكْيَة، وكانَ بَعْضُالمَسِيحِيِّينَ قَدْ جَحَدُوا إِيمانَهُم، وراحُوا يَتَهَافَتُونَ عَلَى الحَاكِم، لِيُقَدِّمُوا العِبَادَةَ لِلأَوْثَان، خَوْفًا عَلَىحَيَاتِهِم، هَبَّ الشَمَّاسُ رُومانُوسُ كَالأَسَدِ يُشَجِّعُهُم ويَقُول: "أَلَيْسَ مِنَ العَارِ أَنْ تَتْرُكُوا الإِلَهَ الواحِدَ الحَقِيقِيَّ وتَتَعَبَّدُوا لِآلِهَةٍ كَذَبَة؟". فَأَثَّرَ كَلامُهُ هَذا في قُلُوبِهِم ورَجَعُوا عَنْ غَيِّهِم مُجَاهِرِينَ بِإِيمانِهِم. ولَمَّا عَرَفَ الحَاكِمُ بِمَا حَدَث، أَرْسَلَ فَقَبَضَ عَلَى رُومانُوس، فَاعْتَرَفَ بِكُلِّ جُرْأَةٍ أَنَّهُ هُوَ الذِي مَنَعَ المَسِيحِيِّينَ عَنْ تَقْدِيمِ البَخُورِ لِلأَوْثَان، وَهُوَ مُسْتَعِدٌّ لأَنْ يَبْذُلَ حَيَاتَهُ عَنِ الإِيمانِ بِالمَسِيح. فَحَنِقَ الوالي وأَمَرَ بِهِ فَجَلَدُوهُ بِمَقَارِعَ في أَطْرافِهَا قِطَعٌ مِنَ الرَّصَاص، حَتَّى سَالَتْ دِمَاؤُهُ وَهُوَ صَابِرٌ يُشِيدُ بِاسْمِ الرَبِّ يَسُوعَ أَمَامَ الجَمَاهِيرِ المُحْتَشِدَةِ ويَقُولُ لِلْحَاكِم: "كَمْ تَشْتَهِي نَفْسِي أَنْ تَسْتَنِيرَ أَنْتَ ومَلِيكُكَ بِنُورِ المَسِيح"! فَدُهِشَ الجَمِيعُ مِنْ جُرْأَتِهِ هَذِه. أَمَّا الحَاكِمُ فَتَمَيَّزَ غَيْظًا وأَمَرَ فَسَلَخُوا خَاصِرَتَي الشَهِيدِ وهَشَّمُوا صَدْرَهُ حَتَّى بَانَتْ أَحْشَاؤُهُ ومَزَّقُوا وَجْهَهُ بِالجِراح، فَالْتَفَتَ وَهُوَ عَلَى هَذِهِ الحَالِ وقَالَ لِلْحَاكِم: "أَشْكُرُكَ عَلَى أَنَّكَ أَوْلَيْتَني أَفْواهًا كَثِيرَةً أُشِيدُ بِهَا بِمَدِيحِ رَبِّي وإِلَهِي". ورَأَى بَيْنَ الجَمْعِ طِفْلًا مُمْسِكًا بِيَدِ أُمِّهِ وكانَ وَلَدًا مَسِيحِيًّا يُدْعَى بَارُولَا. فَسَأَلَهُ رُومانُوس: "أَجِبْنَا أَيُّهَا الطِفْل، أَللهُ كَمْ واحِدٌ ولِمَنْ تَجِبُ العِبَادَة؟". فَأَجَابَ الطِفْلُ حَالًا: "أَللهُ واحِدٌ فَقَطْ ولَهُ وَحْدَهُ تَجِبُ العِبَادَة". فَاسْتَشَاطَ الحَاكِمُ غَيْظًا وأَمَرَ بِضَرْبِ عُنُقِ الطِفْلِ البَرِيء، أَمَامَ عَيْنَي أُمِّهِ، وهِيَ مُعْتَصِمَةٌ بِالصَبْر، مُتَعَزِّيَةٌ بِأَنَّهُ انْضَمَّ إِلَى الشُهَداء، أَطْفَالِ بَيْتَ لَحْمَ في السَمَاء. أَمَّا رُومانُوسُ فَأَمَرَ الوالي أَنْ يُحْرَقَ حَيًّا. وما أَضْرَمُوا النارَ حَتَّى هَطَلَ المَطَرُ سَيْلًا جَارِفًا أَطْفَأَ النارَ ونَجَا القِدِّيسُ مِنَ الحَرِيق. أَمَرَ الحَاكِمُ بِقَطْعِ لِسَانِ رُومانُوسَ فَاسْتَمَرَّ يُمَجِّدُ اللهَ بِصَوْتٍ عالٍ سَمِعَهُ الحَاضِرُون، فَآمَنَ مِنْهُم كَثِيرُون. وعِنْدَمَا يَئِسَ الحَاكِمُ مِنْ ذَلِكَ البَطَلِ المَسِيحِيِّ أَمَرَ بِأَنْ يُلْقَى في السِجْن، حَيْثُ خَنَقَهُ الجَلَّاد، وبِذَلِكَ تَمَّتْ شَهَادَتُهُ في 17 تِشْرِينَ الثَاني سَنَةَ 303. صَلاتُهُ مَعَنَا. آمين. |
