| Biography |
تَذكارُ القِدِّيسَينِ سَاتُورْنِينُسَ وسِيسِينْيُوس كانَ سَاتُورْنِينُسُ كاهِنًا مِنْ مَدِينَةِ رُوما، شَيْخًا جَلِيلًا مُزْدانًا بِالفَضَائِلِ المَسِيحِيَّة. وكانَ المَلِكُ مَكْسِيمْيَانُوس (285-310) يُوجِبُ عَلَى المَسِيحِيِّينَ القِيَامَ بِالأَشْغالِ الشَاقَّة، فَأَلْزَمَ سَاتُورْنِينُسَ بِأَنْ يَكُونَ بَيْنَهُم يَحْمِلُ الأَثْقالَ عَلَى مَنْكِبَيهِ أَمَامَ مُراقِبِينَ لا رَحْمَةَ في قُلُوبِهِم ولا شَفَقَة. إِسْتَمَرَّ صابِرًا راسِخًا في إِيمانِهِ، مُتَعَزِّيًا بِأَنْ يَحْمِلَ صَلِيبَ التَعَبِ والآلامِ وَراءَ المَسِيحِ الفَادِي الإِلَهِيّ. وجاءَ شابٌّ يُدْعَى سِيسِينْيُوس، وَهُوَ شَمَّاسُهُ، لِيَحْمِلَ عَنْهُ أَثْقَالَهُ ويُقَدِّمَ لَهُ ما يَحْتَاجُهُ. فَأَمَرَ مَكْسِيمْيَانُوسُ بِطَرْحِهِمَا في السِجْنِ مَعَ كَثِيرِينَ مِنَ المَسِيحِيِّين. فَأَخَذَ سَاتُورْنِينُسُ والشَمَّاسُ سِيسِينْيُوسُ يُنَادِيانِ بِاسْم ِيَسُوعَ المَسِيح، فارْتَدَّ بِسَبَبِهِمَا عَدَدٌ وافِرٌ مِنَ الوَثَنِيِّينَ السُجَنَاء. حَنِقَ الوالي كَنْدِيدُوسُ فَاسْتَحْضَرَهُمَا مُكَبَّلَينِ بِالسَلاسِلِ وأَمَرَهُمَا بِتَقْدِيمِ البَخُورِ والسُجُودِ لِلصَنَم. فَأَجَابَهُ سَاتُورْنِينُسُ: "إِنَّهُ لا يَجُوزُ السُجُودُ إِلَّا لِيَسُوعَ المَسِيحِ ابْنِ اللهِ الحَيّ". وصَرَخَ في الصَنَمِ قَائِلًا: "لِيَسْحَقِ الرَبُّ صَنَمَ الوَثَنِيِّين!". فَسَقَطَ الصَنَمُ مُحَطَّمًا. عِنْدَهَا آمَنَ جُنْدِيَّانِ بِالمَسِيح، فَامْتَلَأَ الوالي مِنَ الغَيْظِ وأَمَرَ فَوَضَعُوا الشَهِيدَينِ عَلَى آلَةِ العَذابِ وكَسَّرُوا أَعْضَاءَهُمَا بِالعِصِيِّ والمَجَالِد، وهُما صَابِرانِ عَلَى هَذا العَذابِ الأَلِيم. فَوَبَّخَ الجُنْدِيَّانِ، اللَذانِ آمَنَا، الواليَ عَلَى قَسَاوَتِهِ الوَحْشِيَّة، وجاهَرَا بِإِيمَانِهِمَا. فَقَتَلَهُمَا حالًا بَعْدَ أَنْ كَسَرَ أَسْنَانَهُمَا. أَمَّا سَاتُورْنِينُسُ وسِيسِينْيُوسُ الشَمَّاس، فَأَمَرَ بِحَرْقِ خَواصِرِهِمَا وبِقَطْعِ رَأْسَيهِمَا خارِجَ المَدِينَة، وبذَلِكَ تَمَّتْ شَهَادَتُهُمَا سَنَةَ 309. صَلاتُهُما مَعَنَا. آمين. |
