Biography |
تَذكارُ المَكَّابِيِّينَ الشُهَداء يُخْبِرُنا سِفْرُ المَكَّابِيِّينَ الثاني، في الفَصْلَينِ السَادِسِ والسَابِع، عَنِ اسْتِشْهَادِ أَلِعَازار، الشَيْخ، وشْمُوني وأَوْلادِهَا السَبْعَة، الَّذِينَ لَمْ يَذْكُرِ الكِتَابُ أَسْمَاءَهُم. ولَكِنَّ التَقْليدَ المَسِيحِيَّ سَمَّاهُم: أَبِيم، أَنْطُونْيُوس، غُورْياس، أَلِعَازَار، أُوسَابْيُون، أَخِيم (سَامُونَاس)، ومَرْشِلينُوس. أَمَّا أَلِعَازار فَكانَ مِنْ نَسْلِ هَارُونَ طِاعِنًا في السِنّ، رائِعَ الطَلْعَة، قَبَضَ عَلَيهِ أَنْطْيُوكوسُ الرابِعُ مَلِكُ سُورِيَّا (175-164 ق.م.) (2 مك 4-7) وأَمَرَهُ بِأَكْلِ لَحْمِ الخِنْزِيرِ المُحَظَّرِ أَكْلُهُ في شَرِيعَةِ مُوسَى، فَاخْتَارَ أَنْ يَمُوتَ مَجِيدًا ومَثَلًا لِلشَبَاب، في أُورَشَلِيم، وكانَ لَهُ مِنَ العُمْرِ 90 سَنَة. أَمَّا شْمُوني فَقَبَضَ عَلَيهَا المَلِكُ مَعَ أَوْلادِهَا الفِتْيانِ السَبْعَة، وكانَ يُرِيدُ أَنْ يُكْرِهَهُم عَلَى تَنَاوُلِ لَحْمِ الخِنْزِيرِ المُحَرَّمِ بِحَسَبِ شَرِيعَةِ الله (لا 11: 7-8). فَقَالَ الأَوَّلُ النَاطِقُ بِاسْمِ إِخْوَتِهِ: "إِنَّنا نَخْتَارُ المَوْتَ ولا نُخَالِفُ شَرِيعَةَ آبائِنا" (2 مك 7: 9). فَحَنِقَ المَلِكُ وأَمَرَ بِحَرْقِهِ. وعَذَّبُوا الثَاني، فَمَاتَ وَهُوَ يَقُولُ لِلْمَلِك: "إِنَّكَ أَيُّها الفَاجِرُ تَسْلُبُنَا الحَيَاة، ولَكِنَّ مَلِكَ العَالَمِينَ سَيُقِيمُنَا لِحَيَاةٍ أَبَدِيَّة" (2 مك 7: 11). وقَالَ الثَالِثُ وهُمْ يَقْطَعُونَ لِسَانَهُ: "مِنْ رَبِّ السَمَاءِ أُوتِيْتُ هَذِهِ الأَعْضَاءَ وإِيَّاهُ أَرْجُو لأَسْتَرِدَّها". وعَذَّبُوا الرابِعَ حَتَّى ماتَ وَهُوَ يَقُول: "خَيْرٌ أَنْ يَمُوتَ الإِنْسانُ بِأَيْدِي النَاس، ويَرْجُو أَنْ يُقيمَهُ الله. أَمَّا أَنْتَ أَيُّهَا المَلِك، فَلَنْ تَكُونَ لَكَ قِيَامَةُ الحَيَاة". والخَامِسُ عَذَّبُوهُ فَحَدَّقَ إِلَى المَلِكِ وقَال: "إِنَّكَ بِمَا لَكَ مِنَ السُلْطَانِ عَلَى البَشَر، تَفْعَلُ ما تَشَاء. ولَكِنْ لا تَظُنَّ أَنَّ اللهَ خَذَلَ ذُرِّيَّتَنا. إِصْبِرْ قَليلًا فَتَرَى قُدْرَتَهُ العَظِيمَة". والسَادِسُ قَالَ لِلْمَلِك: "نَحْنُ خَطِئْنَا إِلَى إِلَهِنَا فَجَلَبْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا هَذا العَذاب، فَلا تَحْسَبْ أَنَّكَ تَبْقَى بِلا عِقَاب، بَعْدَ أَنْ أَقْدَمْتَ عَلَى مُحارَبَةِ الله". وكانَتْ أُمُّهُم تُحَرِّضُ كُلًّا مِنْهُم بِلُغَةِ آبائِهَا قَائِلَةً: "لَــسْــتُ أَعْـلَـمُ كَيْفَ نَشَأْتُمْ في أَحشائي، ولا أَنا وَهَبْتُكُمُ الرُوحَ والحَيَاة. إِنَّ اللهَ الذِي تَبْذُلُونَ نُفُوسَكُم في سَبِيلِ شَرِيعَتِهِ، سَيُعِيدُ إِلَيْكُم بِرَحْمَتِهِ الرُوحَ والحَيَاة". أَمَّا أَنْطْيُوكُوسُ فَأَخَذَ يَتَمَلَّقُ الصَغِيرَ السَابِعَ ويُغْرِيهِ بِالوُعُودِ إِذا طَاوَعَهُ، فَقَالَ الغُلام: "إِنِّي لا أُطِيعُ أَمْرًا لِمَلِكٍ وإِنَّما أُطِيعُ الشَرِيعَة. وأَنا كَإِخْوَتي أَبْذُلُ جَسَدِي ونَفْسِي في سَبِيلِ شَرِيعَةِ إِلَهِنا". فَأَمَرَ المَلِكُ بِقَتْلِهِ وأَلْحَقَ بِهِم أُمَّهُم شْمُوني سَنَةَ 166 قَبْلَ المَسِيح. إِنَّ مَثَلَ هَؤُلاءِ الإِخْوَةِ السَبْعَةِ المَكَّابِيِّينَ القِدِّيسِينَ قَدْ أَلْهَمَ يَهُوذَا المَكَّابيّ، الذِي أَثَارَ انْتِفَاضَةً ضِدَّ أَنْطْيُوكُوسَ إِبِيفَانْيُوس، وحَقَّقَ النَصْر، وطَهَّرَ هَيْكَلَ أُورَشَلِيم، وأَزالَ مِنْهُ أَصْنَامَ آلِهَةِ اليُونَان. إِنَّ آباءَ الكَنِيسَةِ كَالقِدِّيسِ قِبْرِيَانُوسَ القَرْطَاجِيّ، وأَمْبْرُوسْيُوس، وغْرِيغُورْيُوسَ النَزْيَنْزِيّ، ويُوحَنَّا فَمُ الذَهَبِ يَرَونَ في أَلِعَازَرَ الشَيْخ، والأُمِّ شْمُوني وأَوْلادِها، مَسِيحِيِّينَ قَبْلَ أَنْ يَحْمِلُوا ذَلِكَ الاسْم، فَخَصُّوهُم بِكَثِيرٍ مِنْ عِظَاتِهِم. صَلاتُهُم مَعَنَا. آمين. |