Biography |
تَذكارُ القِدِّيسِ إِسْطِفَانُوسَ الجَدِيد وُلِدَ إِسْطِفَانُوسُ الجَدِيدُ في مَدِينَةِ القُسْطَنْطِينِيَّةِ سَنَةَ 713. أَدْخَلَهُ أَبُوهُ أَحَدَ الأَدْيَار، حَيْثُ تَرَبَّى عَلَى رُوحِ العِبَادَةِ والتَقْوَى، لأَنَّ أُمَّهُ كانَتْ عَاقِرًا، فَنَذَرَتْهُ، عَلَى مِثَالِ حَنَّة، أُمِّ صَمُوئِيلَ النَبِيّ، قَبْلَ وِلادَتِهِ لِيَكُونَ لِلَّه. وقَدْ عَمَّدَهُ القِدِّيسُ جِرْمَانُوس، بَطْرِيَرْكُ القُسْطَنْطِينِيَّة، وأَعْطَاهُ اسْمَ الشَهِيدِ الأَوَّلِ إِسْطِفَانُوس. تَثَقَّفَ بِالعُلُومِ ونَبَغَ فِيهَا، لَكِنَّهُ كانَ وَلُوعًا بِقِراءَةِ الأَسْفَارِ المُقَدَّسَة. وبَعْدَ وَفَاةِ والِدِهِ وَزَّعَ ما كانَ يَمْلِكُ عَلَى الفُقَراء، وأَدْخَلَ أُمَّهُ وأُخْتَهُ في دَيْرٍ لِلراهِبَات، وانْحَازَ هُوَ إِلَى دَيْرٍ عَلَى قِمَّةِ جَبَلٍ بِالقُرْبِ مِنَ القُسْطَنْطِينِيَّة، حَيْثُ اشْتَهَرَتْ قَداسَتُهُ ومَنَحَهُ اللهُ فِعْلَ المُعْجِزات. أُقِيمَ رَئِيسًا عَلَى الدَيْر، لَكِنَّهُ اعْتَزَلَ الرِئَاسَةَ وسَكَنَ مَغَارَةً ضَيِّقَة، عاكِفًا عَلَى أَعْمَالِ النُسْكِ والصَلاة، إِلَى أَنْ قَامَ المَلِكُ قُسْطَنْطِينُ الخَامِس (741-775) مُحَارِبُ الإِيقُونَات. فَذاقَ إِسْطِفَانُوسُ في دِفَاعِهِ عَنِ المُعْتَقَدِ الكَاثولِيكِيِّ أَمَرَّ العَذابات، وأُلْصِقَتْ بِهِ أَبْشَعُ التُّهَم، لَكِنَّ اللهَ أَعْلَنَ بَراءَتَهُ وقَوَّاهُ عَلَى الاحْتِمَالِ بِإِيمانٍ حَيّ. حَاوَلَ المَلِكُ أَنْ يَسْتَمِيلَهُ إِلَى رَأْيِهِ الفَاسِد. فَأَخَذَ إِسْطِفَانُوسُ دِرْهَمًا، طُبِعَ عَلَيهِ رَسْمُ المَلِك، ورَمَاهُ في الأَرْضِ وداسَهُ بِرِجْلِهِ، فَانْقَضَّ المَلِكُ عَلَيهِ بِصَواعِقِ غَضَبِهِ وكادَ يُمَزِّقُهُ تَمْزِيقًا، فَقَالَ لَهُ القِدِّيسُ بِكُلِّ لُطْف: "إِذا كُنْتَ، أَيُّها المَلِك، تَغْضَبُ هَكَذَا لإِهَانَةِ صُورَتِكَ المَرْسُومَةِ عَلَى هَذا الدِرْهَم، فَكَيْفَ لا يَغْضَبُ السَيِّدُ المَسِيحُ ووالِدَتُهُ وقِدِّيسُوهُ، عِنْدَمَا تَأْمُرُ بِتَمْزِيقِ صُوَرِهِم وطَرْحِهَا في الأَزِقَّة، لِيَدُوسَهَا النَاسُ بِأَرْجُلِهِم؟". فَخَجِلَ المَلِكُ ولَمْ يُجِبْ، وأَمَرَ بِأَنْ يُلْقَى القِدِّيسُ في السِجْن، مُكَبَّلًا بِالقُيُود. فَدَخَلَ ورَأَى ثَلاثَمِئَةٍ واثْنَينَ وأَرْبَعِينَ راهِبًا مَسْجُونِينَ لأَجْلِ ثَبَاتِهِمْ في إِيمانِهِم، فَفَرِحُوا بِهِ، فَأَخَذَ يُشَجِّعُهُم، وحَوَّلَ ذَلِكَ السِجْنَ إِلَى مَعْبَدٍ يُقِيمُ فِيهِ مَعَهُمُ الصَلاةَ كَأَنَّهُم في دَيْر. فَعَرَفَ المَلِكُ وأَرادَ أَنْ يَتَخَلَّصَ مِنَ ذَلِــكَ الــراهِــب، فَــأَمَــرَ الـجُــنْدَ بِالقَبْضِ عَلَيهِ وبِتَشْهِيرِهِ في شَوارِعِالمَدِينَة. ثُمَّ رَجَمُوهُ عَلَى مِثَالِ سْمِيِّهِ القِدِّيسِ إِسْطِفَانُوسَ الشَمَّاس. وَلَمَّا جَثَا لِيُصَلِّي، فَاجَأَهُ جُنْدِيٌّ بِضَرْبَةِ عَصًا عَلَى رَأْسِهِ، فَتَكَلَّلَ بِإِكْلِيلِ الشَهَادَةِ في 28 تِشْرِينَ الثَاني سَنَةَ 766. وكانَ لَهُ مِنَ العُمْرِ 53 سَنَة. صَلاتُهُ مَعَنَا. آمين. |