| Biography |
تَذكارُ القِدِّيسَةِ لُوتْشِيَّا وُلِدَتْ لُوتْشِيَّا، ومَعْنَى اسْمِهَا نُورٌ أَوْ مُنِيرَة، في سِيرَاكُوزا، عاصِمَةِ جَزِيرَةِ صِقِلِّيَة، التابِعَةِ لإِيطالْيَا. ماتَ أَبُوهَا وَهِيَ طِفْلَة، فَرَبَّتْهَا والِدَتُهَا أُوتِيكَا عَلَى مَبَادِئِ الإِيمانِ المَسِيحِيّ، فَتَزَيَّنَ جَمَالُهَا الطَبِيعِيُّ بِالحِشْمَةِ والطَهَارَةِ المَسِيحِيَّة، ولَمَّا شَبَّتْ قَرَّرَتْ في سِرِّهَا أَنْ تَبْقَى بَتُولًا، وتَنْذُرَ نَفْسَهَا لِلَّه. فُطِرَتْ عَلَى مَحَبَّةِ الفُقَراء. ولَمَّا حانَ وَقْتُ زَواجِهَا، خَطَبَتْهَا أُمُّهَا لِشَابٍّ حَمِيدِ الصِفَاتِ كَرِيمِ الأَخْلاق، لَكِنَّهُ وَثَنيّ. أَمَّا هِيَ فَكَانَتْ تُحَاوِلُ إِبْعَادَهُ. وبَيْنَمَا كانَتِ الأُمُّ تَهُمُّ بِزِفَافِ ابْنَتِهَا أُصِيبَتْ بِنَزِيف، وعَجِزَ الأَطِبَّاءُ عَنْ شِفَائِهَا. أَقْنَعَتْهَا لُوتْشِيَّا بِزِيَارَةِ ضَرِيحِ القِدِّيسَةِ أَغَاتَا، في مَدِينَةِ قَطَاني، جَثَتا تُصَلِّيَانِ بِكُلِّ حَرارَةٍ وتَـــسْــتَـــغِــــيـــثَــانِ بِالقِدِّيسَة. ظَهَرَتِ القِدِّيسَةُ في الحُلْمِ لِلفَتَاةِ لُوتْشِيَّا، وشُفِيَتْ أُمُّهَا حَالًا. عَادَتَا إِلَى سِيرَاكُوزا وهُــمَـا تَفِيضَانِ فَرَحًا وشُكْرًا لِلَّه. واتَّفَقَتَا عَلَى بَيْعِ أَمْلاكِهِمَا وحُلاهُمَا وتَوْزِيعِ ثَمَنِهَا عَلَى الفُقَراءِ والمُعْوِزِين. ولَمَّا عَلِمَ ذَلِكَ الشَابّ، خِطِّيبُ لُوتْشِيَّا، بِمَا كان، وَشَى بِهَا إِلَى حَاكِمِ المَدِينَةِ بَاسْكَاسْيُوسَ أَنَّهَا مَسِيحِيَّة. فَكَلَّفَهَا العَوْدَةَ إِلَى خِطِّيبِهَا وتَقْدِيمِ الذَبِيحَةِ لِلآلِهَةِ فَرَفَضَتْ. أَمَرَ الحَاكِمُ بِأَنْ تُسَاقَ إِلَى مَحَلِّ السُوءِ لتُفْسَدَ بَكَارَتُهَا، فَصَلَّتِ القِدِّيسَةُ إِلَى الله، فَلَمْ تَمْتَدَّ إِلَيهَا يَدٌ أَثِيمَة. ظَنَّ الحَاكِمُ أَنَّ ذَلِكَ هُوَ فِعْلُ السِحْر. فَأَمَرَ بِأَنْ تُدْهَنَ بِالزَيْتِ والزِفْتِ وتُشْعَلَ النَارُ حَوْلَهَا لِتَحْتَرِق، فَقَالَتْ لَهُ: "تَفَنَّنْ ما شِئْتَ في عَذابي، فَإِنِّي لا أَخَافُ عَذَابًا أَوْ مَوْتًا، لأَنَّ المَوْتَ لي حَيَاة، بِهِ أَتَّحِدُ بِيَسُوعَ المَسِيحِ رَبِّي وإِلَهِي". عِنْدَئِذٍ، أَمَرَ الحَاكِمُ بِقَطْعِ رَأْسِهَا. وقَبْلَ تَنْفِيذِ الحُكْم، تَنَبَّأَتْ بِأَنَّهُ سَوْفَ يَكُفُّ الاضْطِهَادُ عَنِ المَسِيحِيِّينَ بَعْدَ مَوْتِ دْيُوكْلِتْيَانُوس (285-305). وشَجَّعَتْهُم عَلَى الثَباتِ في إِيمانِهِمْ حَتَّى المَوْت، فَتَمَّتْ شَهَادَتُهَا سَنَةَ 304، وقَدْ تَمَّتْ نُبُوءَتُهَا بِالفِعْلِ يَوْمَ جَلَسَ قُسْطَنْطِينُ الكَبِير (306-337) عَلَى عَرْشِ المَمْلَكَةِ سَنَةَ 312، وحَرَّرَ الكَنِيسَةَ مِنْ ظُلْمِ المُضْطَهِدِين. تُعْتَبَرُ القِدِّيسَةُ لُوتْشِيَّا شَفِيعَةَ الَّذِينَ يُعَانُونَ أَوْجَاعًا في العُيُون، وفي يَوْمِ عِيدِهَا تُضاءُ الشُمُوعُ تَعْبِيرًا عَنْ شَفاعَتِهَا. صَلاتُهَا مَعَنَا. آمين. |
