Biography |
تَذكارُ القِدِّيسِ تِيُودُوتُسَ والشَهِيداتِ السَبْع وُلِدَ هَذا الشَهِيدُ في مَدِينَةِ أَنْقَرَةَ عَاصِمَةِ غَلاطِيَة، وتَرَبَّى عَلَى يَدِ عَمَّتِهِ القِدِّيسَةِ تِيكُوزَا، رَئِيسَةِ العَذارَى الشَهيداتِ السِتّ، وهُنَّ: أَلِكْسَنْدْرَا، وكْلَودْيَا، وفَايْنَا، وأُوفْراسْيَا، ومَطْرُونَا، وجُولْيَا. فَنَشَأَ عَلَى خَوْفِ اللهِ ومَحَبَّةِ الفَضِيلَة. مَنَحَهُ اللهُ مَوْهِبَةَ صُنْعِ العَجَائِب. سَنَةَ 303 أَثَارَ المَلِكُ دْيُوكْلِتْيَانُوسُ (285-305) الاضْطِهَادَ عَلَى المَسِيحِيِّين، فَهَرَبُوا مِنْ بُيُوتِهِم، ولَجَأَتِ البَتُولاتُ إِلَى القِفَار، حِفَاظًا عَلَى فَضِيلَتِهِنَّ. أَرْسَلَ الوالي تِيُوتِكْنُوسُ في أَنْقَرَة، فَقَبَضَ عَلَى أَعْيَانِ المَسِيحِيِّينَ وقَيَّدَهُمْ بِالسَلاسِلِ وطَــرَحَــهُــمْ فـي الـسِـجْـن، فَـكَـانَ الـقِـدِّيـسُ تِــيُـودُوتُـسُ يُــسَاعِـدُ المُضْطهَدِين، ويُــشَــجِّـعُــهُــمْ عَــلَى الــثَــبَــاتِ فـي إِيمَانِـهِمْ، ويَـــزُورُ المَسْجُونِينَ ويُـــعَـــزِّيـــهِــمْ ويَـــدْفِـــنُ الـــشُــهَــداء، غَـــيْــــرَ مُـــبَـــالٍ بــِـغَـــضَـــبِ الــوالــي. فَـجَمَعَ في بَيْتِهِ كَمِّيَّةً وافِرَةً مِنَ الحِنْطَةِ والقُوتِ وأَخَذَ يُوَزِّعُهَا عَلَى المُؤْمِنِينَ حِفْظًا لِحَيَاتِهِم. أَصْبَحَ مَنْزِلُهُ كَمُسْتَشْفَى لِلْمَرْضَى، ومَعْبَدًا لِلصَلاة. ولَمْ يَنْفَكَّ يُحَرِّضُ الجَمِيعَ عَلَى الاحْتِمَالِ والصَبْرِ حَتَّى النِهَايَة. وسَعَى في بِنَاءِ كَنِيسَةٍ لِدَفْنِ ذَخَائِرِ الشُهَداء. فَأَلْقَى الوالي القَبْضَ عَلَى القِدِّيسَةِ تِيكُوزَا مَعَ العَذارَى السِتّ، وكَلَّفَهُنَّ تَقْدِيمَ الذَبَائِحِ لِلْأَوْثَان، فَأَبَيْنَ، فَأَنْزَلَ بِهِنَّ أَنْواعَ العَذاباتِ وأَمَرَّهَا، وهُنَّ صَابِراتٌ، ثَابِتَاتٌ في إِيمَانِهِنَّ. ثُمَّ أَمَرَ فَغَرَّقُوهُنَّ في بُحَيْرَة، فَنِلْنَ إِكْلِيلَ الشَهَادَة. لَمَّا حَلَّ المَسَاءُ ظَهَرَتِ الشَهِيدَةُ تِيكُوزَا لابْنِ أَخِيهَا القِدِّيسِ تِيُودُوتُس، فَأَتَى وبِعِنَايَةٍ إِلَهِيَّة، تَمَكَّنَ مِنِ انْتِشَالِ جُثَثِهِنَّ ودَفَنَهَا بِإِكْرام. ولَمَّا عَرَفَ الوالي بِذَلِكَ، عَنْ طَرِيقِ أَحَدِ رِفَاقِ تِيُودُوتُس، أَنَّهُ هُوَ الذِي انْتَشَلَ أَجْسَادَ العَذارَى، أَمَرَ بِسَجْنِهِ، ثُمَّ أَخْرَجَهُ مِنَ السِجْن، وأَذاقَهُ مِنَ العَذاباتِ أَقْسَاهَا وَهُوَ صَابِرٌ يُمَجِّدُ الله. أَخِيرًا ضَرَبُوا عُنُقَهُ فَنَالَ إِكْلِيلَ الشَهَادَةِ سَنَةَ 303، وحَرَقُوا جُثَّتَهُ لِئَلَّا يَدْفِنَهَا المَسِيحِيُّون. صَلاتُهُم مَعَنَا. آمين. |