Biography |
تَذكارُ إيمانِ بُولُسَ الرَسُولِ واعتِمَادِهِ كانَ بُولُسُ يَهودِيًّا من سِبْطِ بِنيامِين. سُمِّيَ أوَّلًا شَاوُلَ عَلَى اسْمِ أَوَّلِ مَلِكٍ في إسْرائِيلَ مِنَ السِبْطِ عَينِه. ولَكِنَّ والِدَهُ حَصَلَ لَهُ عَلَى تَذْكَرَةٍ رُومانِيَّةٍ بِاسْمِ بُولُس. دَرَسَ في أُورَشَلِيمَ وتَتَلْمَذَ لِلْمُعَلِّمِ الشَهِيرِ جَمْلِيئِيل. يُخْبِرُنا لُوقَا في أَعمالِ الرُسُلِ في الفَصْلِ التاسِعِ أَنَّهُ كَانَ مُضَادًّا لإِيمانِ المَسِيحِ جِدًّا ومُوافِقًا عَلَى رَجْمِ إِسْطِفَانُوسَ أَوَّلِ الشُهَداء (أع 7: 58). ومَضَى إِلَى دِمَشْقَ بِرَسَائِلَ مِنْ أَحبارِ اليَهُود، لِكَيْ يُلاحِقَ المَسِيحِيِّينَ هُنَاكَ. يَقُولُ نَصُّ أَعمالِ الرُسُل: "أَمَّا شَاوُلُ فكَانَ لا يَزَالُ يَنفُثُ عَلَى تَلامِيذِ الرَّبِّ تَـهْــدِيـدًا وتَـقْتِيلًا، فَــذَهَـبَ إِلَى عَـظـيـمِ الأَحْـبَـار، وطَـلَـبَ مِـنْـهُ رَسَـائِـلَ إِلَى مَجَامِعِ دِمَشْق، حَتَّى إِذَا وَجَدَ أُنَاسًا على هَـذِهِ الطَّرِيقَة، رِجَالًا ونِسَاءً، سَاقَهُم مَوْثُوقِينَ إِلَى أُورَشَلِيم. وفِيمَا هُوَ ذَاهِب، وقَدِ اقْتَرَبَ مِنْ دِمَشْق، إِذَا بِنُورٍ سَاطِعٍ مِنَ السَّمَاءِ يَلُفُّهُ بَغْتَةً. فَسَقَطَ إِلَى الأَرْض، وسَمِعَ صَوْتًا يَقُولُ لَهُ: "شَاوُل، شَاوُل، لِمَاذَا تَضْطَهِدُني؟". فَقَالَ: "مَنْ أَنتَ، يا رَبّ؟". قَالَ: "أَنَا هُوَ يَسُوعُ الَّذي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ! ولـكِنْ قُم، وادْخُلِ الـمَدِينَة، فَيُقَالَ لَكَ مَا يَجِبُ علَيكَ أَنْ تَفعَل". أَمَّا الرِّجَالُ الَّذِينَ كَـانُــوا يُــرَافِــقُـونَـهُ في الطَّرِيقِ فَقَد وقَفُوا مَشْدُوهِين، يَسْمَعُونَ الصَّوتَ ولا يُبْصِرُونَ أَحَدًا. فنَهَضَ شَاوُلُ عَنِ الأَرض، ولَمْ يَكُنْ يَرَى شَيْئًا ـ معَ أَنَّ عَيْنَيْهِ كَانَتَا مَفْتُوحَتَيْن- فَاقْتَادُوهُ بِيَدِهِ وأَدخَلُوهُ إِلَى دِمَشق. وبَقِيَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ لا يُبْصِرُ ولا يَأْكُلُ ولا يَشْرَب. وكانَ في دِمَشْقَ تِلميذٌ اسْمُهُ حَنَانِيَّا. فقَالَ لَهُ الرَّبُّ في رُؤْيَا: "يا حَنَانِيَّا!". فقَال: "هَاءَنَذَا، يَا رَبّ!". فقَالَ لَهُ الرَّبّ: "قُمْ واذْهَبْ إِلَى الشَّارِعِ الـمُسَمَّى بِالقَوِيم، واطْلُبْ في بَيْتِ يَهُوذَا رَجُلًا مِنْ طَرْسُوسَ اسْمُهُ شَاوُل. فَهَا إِنَّهُ يُصَلِّي، وقَدْ رَأَى في رُؤْيَا رَجُلًا اسْمُهُ حَنَانِيَّا، يَدْخُل، ويَضَعُ يَدَيهِ علَيهِ لِيَعُودَ فَيُبصِر". فَأَجَابَ حَنَانِيَّا: "يا رَبّ، قَد سَمِعْتُ مِن كَثيرينَ عَنْ هـذَا الرَّجُل، كَمْ مِن الشُّرُورِ فعَلَ بِقِدِّيسِيكَ في أُورَشَلِيم. وهُنَا لَهُ سُلْطَانٌ مِنْ قِبَلِ الأَحْبَارِ أَنْ يُوثِقَ جَمِيعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ بِاسْمِكَ". فَقَالَ لَهُ الرَّبّ: "إِذْهَب، لأنَّ هَذا الرَّجُلَ هُوَ لِي إِناءٌ مُخْتَار، لِيَحْمِلَ اسْمِي أَمَامَ الأُمَم، والـمُلُوك، وبَنِي إِسْرائِيل. فَأَنَا سَأُرِيهِ كَم يَجِبُ علَيهِ أَنْ يتَأَلَّمَ مِن أَجْلِ اسْمِي!". فمَضَى حَنَانِيَّا، ودَخَلَ إِلَى البَيْت، ووَضَعَ يَدَيهِ عَلَى شَاوُل، وقَالَ: "يا شَاوُلُ أَخي، إِنَّ الرَّبَّ يَسُوعَ الَّذي تَرَاءَى لَكَ في الطَّريقِ الَّذي سَلَكْتَهُ، قَدْ أَرْسَلَنِي لِكَي تَعُودَ فَتُبصِر، وتَمْتَلِئَ منَ الرُّوحِ القُدُس". وفي الـحَالِ تَسَاقَطَ مِن عَينَيْ شاوُلَ ما يُشْبِهُ القُشُور، فَعَادَ يُبْصِر. وقَامَ فاعْتَمَد. ثُمَّ تنَاوَلَ طَعَامًا، فَاسْتَعَادَ قُوَاه. وبَقِيَ بِضْعَةَ أَيَّامٍ مَعَ التَّلامِيذِ في دِمَشْق" (أع 9: 1-19). وكانَ ذَلِكَ سنة 36 لِلمَسيح. إنَّ إيمانَ بُولُسَ لَأَهَمُّ حَدَثٍ تارِيخيٍّ في صَدْرِ المَسِيحِيَّة. وَهُوَ الدَلِيلُ الساطِعُ عَلَى مَفْعُولِ النِعْمَةِ التي جَعَلَتْ مِنَ شَاوُلَ أَعْظَمَ رَسُولٍ جُنَّ بِمَحَبَّةِ المَسِيح، حَتَّى بَذَلَ دَمَهُ مِنْ أَجْلِه، بِحَدِّ السَّيفِ في رُوما، تَحْتَ حُكْمِ نَيرُونَ (54-68) سَنَةَ 67 لِلمَسِيح. وقَدِ اعتَمَدَتِ الكَنِيسَةُ الكَاثُولِيكِيَّةُ هَذِهِ الذِكْرَى في 25 كَانُونَ الثَاني، كَمَوعِدٍ لِختامِ أُسْبُوعِ الصَلاةِ لأَجْلِ وَحْدَةِ المَسِيحِيِّين. صَلاتُهُ مَعَنَا. آمين. |