Biography |
تَذكارُ القِدِّيسِ أَفْراهَاطَ الفارِسِيّ نَشَأَ أَفْراهاطُ زَرَدَشْتِيًّا في بِلادِ فارِس، واعتَنَقَ المَسِيحِيَّةَ بَعْدَ مُعَايَـشَتِـهِ المُؤْمِنِين، وَهُوَ غَيْرُ أَفْراهَاطَ الحَكيمِ الفارِسِيِّ المَشْهُور. جاءَ أَوَّلًا إِلَى الرُّهَا حَـيْثُ عاشَ مُتَـوَحِّـدًا، ثُـمَّ ما لَبِثَ أَنِ اشْتَهَــرَ بِفَضَائِلِهِ وتَقَشُّفِهِ. ثُمَّ قَصَدَ أَنْطَاكْيَةَ حَــيْــثُ شــارَكَ فـي مُـنَـاهَـضَـةِ الأَرْيـوسِـيَّــة. يُــرْوَى أَنَّ أَفْــراهــاطَ اسـتَـقْبَلَ ذاتَ يَومٍ زائِرًا يُدْعَى أَنْتِيمُوس، مِنْ أَهْلِ البَلاطِ الرُومانيّ، وكانَ عائِدًا مِنْ سَفَرٍ قامَ بِهِ إِلَى بِلادِ فارِس، قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ في مَــا بَــعْــدُ حَــاكِــمًـا وقُـــنْــصُــلًا رُومــانِــيًّــا. قَــدَّمَ الــزائِــرُ لِـــلْـمُـتَــوحِّــدِ حُــلَّــةً مَــنْـسُـوجَـةً في بَـلَدِهِ قائِــلًا لَـهُ: "لَمَّا كنتُ أَعْلَمُ أنَّ الوَطَنَ عَذْبٌ عَلَى قُلُوبِ البَشَرِ جَمِيعًا وأَنَّهُمْ يُسَرُّونَ بِالإِنتاجِ الصادِرِ مِنْهُ، فَقَدْ حَمَلْتُ إِلَيْكَ مَــعِــي مِــنْ وَطَــنِـكَ هَــذِهِ الــحُــلَّـة، راجِــيًا مِــنْــكَ أَنْ تَقبَلَهَا لِقاءَ بَرَكَتِكَ لي". فقالَ المُتَوَحِّد، تَفَادِيًا لإِغَاظَةِ زائِرِهِ: أَعِيشُ مُنْذُ سِتَّةَ عَشَرَ عَامًا مَعَ رَفِيقٍ لي. ومُنْذُ مُدَّةٍ قَليلَةٍ جاءَني رَفِيقٌ آخَرُ يُرِيدُ أَنْ يَأْخُذَ الرَفِيقَ الأَوَّل. فَأَيَّهُمَا أَختار؟ فَأَجَابَ أَنْتِيمُوسُ "تختارُ الأَوَّل، طَبْعًا". فَشَرَحَ القِدِّيسُ أَنَّهُ بِقَوْلِهِ هَذا يَعنِي الثَوبَ الرُهْبَانيّ. وإذْ كانَ هَذا المُتَوَحِّدُ مِنْ أَنْصارِ مِيلِيس (+ 381) الذي كانَ أُسْقُفَ أَنْطَاكْيَة، والمُدافِعَ الأَكْبَرَ عَنِ الإيمانِ القَوِيمِ الصَادِرِ عَنْ مَجْمَعِ نِيقْيَةَ (325)، ضِدَّ تَعَالِيمِ أَرْيُوس، وذَلِكَ بِشَهَادَةِ يُوحَنَّا فَمِ الذَهَب (+ 407)، والتَحَقَ بِهِ في مَدِينَةِ أَنْطَاكْيَةَ مُقَاوِمًا لِلأَرْيُوسِيَّة. وتُوُفِّيَ في صَوْمَعَتِهِ عامَ 346. صَلاتُهُ مَعَنَا. آمين. |