Biography |
تَذكارُ القِدِّيسَةِ أَكْوِيلِينَا الجُبَيْلِيَّة هِيَ إِبْنَةُ أَحَدِ أَعْيَانِ جُبَيْلَ الفِينِيقِيَّة، المَدْعُوِّ إِفْتُولْمْيُوس. وُلِدَتْ أَكْوِيلِينَا في مَدِينَةِ جُبَيْلَ سَنَةَ 281، وتَلَقَّتْ مَبَادِئَ الإِيمانِ المَسِيحِيِّ عَلَى أُسْقُفِ المَدِينَةِ إِفْتَالْيُوس، وتَعَمَّدَتْ، ولَهَا مِنَ العُمْرِ خَمْسُ سِنِين. إِضْطَرَمَ قَلْبُهَا بِمَحَبَّةِ الطِفْلِ الإِلَهِيّ، وَهِيَ ابْنَةُ اثْنَتَي عَشْرَةَ سَنَة. فَأَخَذَتْ تَسْعَى في نَشْرِ عِبَادَتِهِ بَيْنَ مُواطِنِيهَا فَآمَنَ مِنْهُمْ عَدَدٌ وافِر. وكَانَ ذَلِكَ في زَمَانِ الإِمْبِرَاطُورِ دْيُوكْلِتْيَانُوس (285-305)، الذِي أَثَارَ الاضْطِهَادَ عَلَى المَسِيحِيِّين. بَلَغَ خَبَرُهَا إِلَى رَجُلٍ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوس، وَهُوَ أَحَدُ الغَيَارَى عَلَى الوَثَنِيَّة، مِمَّنْ أَخَذُوا عَلَى عَاتِقِهِمْ صَدَّ المَسِيحِيِّينَ عَنِ الكِرازَةِ بِالمَسِيح. نَقَلَ خَبَرَهَا إِلَى الوالي فُولُوسْيَانُوس، وأَقْنَعَهُ بِأَنَّهَا، عَلَى صِغَرِ سِنِّهَا، تُشَكِّلُ خَطَرًا كَبِيرًا عَلَى عِبَادَةِ آلِهَتِهِمْ في المَدِينَة. فَاسْتَحْضَرَهَا وسَأَلَهَا عَنْ إِيمَانِهَا، فَأَجَابَتْ أَنَّهَا مَسِيحِيَّة، وَهِيَ تُؤْمِنُ بِالمَسِيحِ مُخَلِّصًا. فَحَنِقَ الحَاكِمُ وأَخَذَ يَتَهَدَّدُهَا لِيَحْمِلَهَا عَلَى الكُفْرِ بِالمَسِيحِ فَلَمْ تَأْبَهْ لَهُ. فَأَمَرَ الجُنْدَ فَصَفَعُوهَا عَلَى وَجْهِهَا، ثُمَّ جَلَدُوهَا بِالسِيَاطِ جَلْدًا قَاسِيًا حَتَّى سَالَتْ دِمَاؤُهَا. فَسَأَلُوهَا وَهِيَ في بَحْرٍ مِنَ الدَمّ، أَنْ تَكْفُرَ بِالمَسِيح، فَتَحْيَا. فَلَمْ تُجِبْ بِغَيْرِ دِمَائِهَا المَسْفُوكَةِ مِنْ أَجْلِ المَسِيح. وإِذْ رَآهَا الحَاكِمُ ثَابِتَةً في إِيمَانِهَا، أَمَرَ فَأَدْخَلُوا في أُذُنَيْهَا وجِسْمِهَا النَحِيفِ مَخَارِزَ حَدِيدِيَّةً مَحْمِيَّة، فَوَقَعَتْ عَلَى الأَرْضِ مَغْمِيًّا عَلَيْهَا. فَظَنُّوا ضَحِيَّتَهُم قَدْ مَاتَتْ، فَحَمَلُوهَا ورَمَوْهَا خَارِجَ المَدِينَة. فَجَاءَ مَلاكُ الرَبِّ وضَمَّدَ جِراحَهَا وشَفَاهَا وقَادَهَا إِلَى دارِ الوِلايَة. فَمَا وَقَعَ نَظَرُ الحَاكِمِ عَلَيْهَا حَتَّى دَهِشَ وظَنَّ أَنَّهُ في مَنَام، فَأَمَرَ بِطَرْحِهَا في السِجْن. وفي صَبَاحِ اليَوْمِ التَالي أَمَرَ بِقَطْعِ رَأْسِهَا. دَخَلَ إِلَيْهَا السَيَّافُ فَوَجَدَهَا قَدْ مَاتَتْ. وهَكَذَا نَالَتْ إِكْلِيلَ الشَهَادَةِ سَنَةَ 293. وقَدْ أَجْرَى اللهُ عَلَى قَبْرِهَا مُعْجِزاتٍ كَثِيرَة. ثُمَّ نُقِلَتْ ذَخَائِرُهَا المُقَدَّسَةُ إِلَى القُسْطَنْطينِيَّة، حَيْثُ أُحِيطَتْ بِإِكْرامٍ جَزِيل. وعَلَى اسْمِهَا شُيِّدَ مَعْبَدٌ في مَدِينَةِ جُبَيْلَ اللُبْنَانِيَّة. صَلاتُهَا مَعَنَا. آمين. |