| Biography |
تَذكارُ القِدِّيسَةِ دُورُوتِيَا كَانَتْ القِدِّيسَةُ دُورُوتِيَا مِنْ قَيصَرِيَّةِ الكَبَّادُوك، شَابَّةً نَبِيلَةً مُؤْمِنَةً بِالرَبِّ يَسُوع، ذاتَ عَقْلِ ذَكِيّ، وجَمَالٍ بَهِيّ. تَيَتَّمَتْ باكِرًا. قَبَضَ عَلَيهَا سَابْرِيكْيُوسُ الحاكِمُ واسْتَجْوَبَهَا، تَنْفِيذًا لِمَرْسُومٍ صَدَرَ عَنِ دْيُوكْلِتْيَانُوس (285-305)، بِشَأْنِ اضطِهَادِ المَسِيحِيِّين. فَاعْتَرَفَتْ عَلَنًا بِإِيمانِهَا المَسِيحِيّ. أَمَرَها الوالي بِعِبَادَةِ الأَوْثان، فَقَالَتْ لَهُ: "إِلَهُ السَماءِ يَأْمُرُني بِأَنْ لا أَعْبُدَ سِواه، فَاحْكُمْ أَنْتَ، هَلْ تَجِبُ الطاعَةُ لِمَلِكِ السَماءِ، أَمْ لِمَلِكِ الأَرْض؟". عِنْدَئِذٍ، سَلَّمَهَا لأُخْتَينِ هُمَا كْرِيسْتِينا وكَالِيسْتي، كَانَتَا مُؤْمِنَتَينِ وكَفَرَتَا، لِتُقْنِعَاهَا بِالعُدُول عَنْ إِيمانِهَا. فَحَدَثَ عَكْسُ ما كَانَ يَتَوَقَّع، فَإِنَّ دُورُوتِيَا قَدْ أَعادَتْهُمَا إِلَى الإيمان، وتَمَّ اسْتِشْهَادُهُمَا. أَمَّا دُورُوتِيَا فَصَدَرَ بِحَقِّهَا الحُكْمُ بِالمَوْت. وفيما كانُوا مُنْطَلِقِينَ بِهَا، اعْتَرَضَهَا أَحَدُ وُجَهَاءِ الــوَثَـنِـيِّـيـنَ اسْـمُهُ تِـيُـوفِـيلُـس، وقالَ لَـهَا مُـسْتَــهْـزِئًا، إذا وَصَـلْـتِ، يـا صَـبِـيَّـة، إِلَى بَــلْدَةِ خِطِّيبِكِ، أَرْسِلي إِلَيَّ مِنْ بُسْتانِهِ وَرْدًا وتُفَّاحًا. فَوَعَدَتْهُ الشَهِيدَةُ بِذَلِكَ. فَأَجْرَوا عَلَيهَا أَشَدَّ العَذابات، وَهِيَ ثابِتَةٌ بِمِلْءِ البَهْجَةِ والحُبُور، ثُمَّ أُمِرَ بِقَطْعِ رَأْسِهَا. ولِلحَالِ هَتَفَتْ بِصَلاةٍ عَفَوِيَّة: "أَشْكُرُكَ، أيُّها المَسِيح، عَرِيسُ رُوحِي، لأنَّكَ ارْتَضَيْتَ أَنْ تَــدعُـــوَنـي إِلَى فِــرْدَوسِــكَ!". فَــقُــطِـعَ رَأْسُـها، وإذا بِغُلامٍ بَهِيِّ المَنْظَرِ يَحْضُرُ أَمامَ تِيُوفِيلُسَ ويُقَدِّمُ لَهُ وَرْدًا وتُفَّاحًا، ويَقُولُ لَهُ: "هَذا ما وَعَدَتْكَ بِهِ دُورُوتِيَا". فَآمَنَ لِلحَالِ وقَضَى شَهِيدًا؛ أمَّا القِدِّيسَةُ دُورُوتِيَا فَكانَ اسْتِشْهَادُهَا سَنَةَ 304. صَلاتُهَا مَعَنَا. آمين. |
