Biography |
تَذكارُ القِدِّيسِ غُرْدْيَانُس كانَ غُرْدْيَانُس قاضِيًا وَثَنِيًّا، أَرْسَلَهُ يُولْيَانُوسُ الجَاحِد (360-363) إِلَى رُوما. هُنَاكَ حَيْثُ تَعَرَّفَ بِكَاهِنٍ يُدْعَى يَانُوَارْيُوس، وكانَ يُصْغِي إِلَى مَوَاعِظِهِ في شَرَفِ الإِيمانِ المَسِيحِيِّ وسُمُوِّ تَعَالِيمِهِ، فَمَسَّتِ النِعْمَةُ قَلْبَهُ وأَنَارَتْ عَقْلَهُ، فَآمَنَ بِالمَسِيح، هُوَ وَزَوْجَتُهُ واثْنَانِ وخَمْسُونَ شَخْصًا مِنْ أَنْسِبَائِهِ، فَعَمَّدَهُمُ الكَاهِن، بَعْدَ أَنْ عَلَّمَهُم قَواعِدَ الإِيمان. غَضِبَ يُولْيَانُوسُ جِدًّا وعَزَلَ غُرْدْيَانُسَ عَنْ وَظِيفَتِهِ، وأَقَامَ مَكَانَهُ كَلَامَانَ الذِي وَشَى بِهِ. فَاسْتَحْضَرَهُ هَذا وأَمَرَهُ بِأَنْ يُضَحِّيَ لِلآلِهَة، فَجَاهَرَ بِإِيمانِهِ بِالمَسِيح، فَأَمَرَ بِجَلْدِهِ جَلْدًا عَنِيفًا بِأَمْراسٍ مُجَهَّزَةٍ بِرَصَاص. وأَخِيرًا قَطَعُوا رَأْسَهُ، فَتَكَلَّلَ بِالشَهَادَة. فَأَتَى المَسِيحِيُّون، لَيْلًا ودَفَنُوهُ في الضَرِيحِ الذِي وُضِعَ فِيهِ، مِنْ قَبْلُ، رُفَاتُ الشَهِيدِ إِبِيمَاخُس، وكانَ ذَلِكَ سَنَةَ ٣٦٢. أَمَّا امْرَأَتُهُ مَارِينَا، فَحَكَمَ القَاضِي عَلَيهَا بِالأَشْغَالِ الشَاقَّة، فَلَمْ تَتَزَعْزَعْ عَنْ إِيمَانِهَا، وبِهَذِهِ الطَرِيقَةِ أَكْمَلَتِ اسْتِشْهَادَهَا ولَحِقَتْ بِهِ إِلَى الأَخْدارِ السَمَاوِيَّة. صَلاتُهُما مَعَنَا. آمين. |