Biography |
تَذكارُ القِدِّيسَةِ جَان دارْك وُلِدَتْ جَان دارْك في مَدِينَةِ لُورِّين، في فْرَنْسَا، في 6 كَانُونَ الثَاني سَنَةَ 1412، مِنْ والِدَينِ فَلَّاحَيْنِ تَقِيَّين، في إِطَارِ حَرْبِ المِئَةِ سَنَة (1339-1453). أَبُوهَا كَانَ فَلَّاحًا وَضِيعًا، وَهِيَ لا تَعْرِفُ أَنْ تَقْرَأَ أَوْ تَكْتُب، ولَكِنَّ أُمَّهَا عَلَّمَتْهَا الصَلَواتِ المَسِيحِيَّةَ الثَلاثَ الأَسَاسِيَّة: الأَبَانَا، والسَلام، والنُؤْمِن؛ وكَانَتْ تَسْتَفِيدُ مِــنَ الــعِـظَـاتِ الـرَعَــائِــيَّـةِ نَـهَارَ الأَحَد، ومِنَ الأَسْرار؛ لِذَا، أَجْمَعَ المُؤَرِّخُونَ عَلَى أَنَّ الفَتَاةَ كَانَتْ تَقِيَّةً تَخَافُ الله. وقَالَ كَاهِنُ رَعِيَّتِهَا: "مَا مِنْ مَثِيلٍ لِتَقْوَاهَا في كُلِّ رَعِيَّتي". كَانَتْ فْرَنْسَا آنَذَاكَ تَحْتَ رَحْمَةِ الإِنْكْلِيزِ والبُورْغينِيِّينَ حُلَفَائِهِم، وكَانَ وَضْعُ المَلِكِ شَارْل السَابِعِ (1422-1561) مَيْؤُوسًا مِنْهُ. ولَكِنَّ اللهَ اسْتَخْدَمَ ابْنَةَ حَقْلٍ ضَعِيفَةً لِخَلاصِ شَعْبِهِ. في سِنِّ الثَالِثَةَ عَشْرَة، خِلالَ صَيْفِ سَنَةِ 1425، سَمِعَتْ جَان دارْك لِلْمَرَّةِ الأُوْلَى أَصْواتَ القِدِّيسِ مار مِيخَائِيلَ رَئِيسِ المَلائِكَة، والقِدِّيسَةِ كَاتِرِينَا، والقِدِّيسَةِ مَرْغِرِيتَا، وتَكَرَّرَتْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ في الأُسْبُوع، تَحُثُّهَا لِطَرْدِ الإِنْكْلِيزِ خَارِجَ فْرَنْسَا، وتَتْوِيجِ المَلِكِ شَارْلَ السَابِعَ عَلَى مَدِينَةِ رِيـْمْس، لأَنَّ اللهَ يُرِيدُ خَلاصَ فْرَنْسَا عَنْ يَدِهَا. تَوَصَّلَتِ الصَبِيَّةُ إِلَى أَنْ تُقْنِعَ الوالي بُودْرِيكُور أَنْ يُسَلِّمَهَا مَفْرَزَةً عَسْكَرِيَّةً صَغِيرَة، وذَهَبَتْ لِتَلْتَحِقَ بِمَلِكِ شِينُون. كَانَ عَلَيْهَا أَنْ تُقْنِعَ لاحِقًا هَذا الأَخِير، بِـمَهَمَّتِهَا ذاتِ الصِفَةِ الإِلَهِيَّة، بِأَنَّ ما تَعْمَلُهُ هُوَ بِفَضْلِ "عَلامَة"، لا يُمْكِنُهَا أَنْ تَكْشِفَهَا، ونَذَرَتِ البَتُولِيَّةَ عَلَى نَفْسِهَا. إِرْتَدَتْ ثِيَابَ جُنْدِيٍّ، وحَقَّقَتِ النَصْرَ الأَوَّل، بِرَفْعِ الحِصَارِ عَنْ أُورْلِيَانْ، وكَانَ لَهَا مِنَ العُمْرِ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَة. وبَعْدَ انْتِصَاراتٍ مُتَعَدِّدَة، تَوَصَّلَتْ إِلَى أَنْ تَقْتَادَ المَلِكَ إِلَى رِيْـمْس، لِيُكَرَّسَ هُنَاكَ، وهَذا الاحْتِفَالُ المُهِمُّ ثَبَّتَ شَرْعِيَّةَ المَلِك. ولَكِنَّهَا، إِذْ غَرِقَتْ في أَوْضَاعِ المُعَاهَداتِ المُعَقَّدَة، والخِيَانَاتِ المُخْتَلِفَة، سُلِّمَتْ إِلَى العَدُوِّ، وأُسِرَتْ في كُومْبْيِين، وتَخَلَّى عَنْهَا مَلِكُها، فَأَضْحَتْ بَيْنَ أَيْدِي الإِنْكْلِيزِ في 23 أَيَّارَ سَنَةَ 1430. فَحُكِمَ عَلَيْهَا، عَلَى يَدِ أُسْقُفِ بُوفِيه، بْيَار كُوشُون، بِأَنَّهَا مُشَعْوِذَة، بِحَسَبِ مَحَاكِمِ التَفْتِيش، وسُجِنَتْ مُدَّةَ سَنَة، ونَالَتْ إِكْلِيلَ الشَهَادَةِ في مُحْرَقَةِ رُوَان، في 30 أَيَّارَ سَنَةَ 1431؛ وكَانَتْ آخِرُ كَلِمَةٍ نَطَقَتْ بِهَا: "يا يَسُوع". إِعْتَبَرَتْ جَان دارْك حَرْبَهَا ضِدَّ الإِنْكْلِيزِ ذاتَ طَابَعٍ أَدَبيٍّ وَوَطَنيٍّ دُوْنَ أَدْنَى شَكّ. وفي سَنَةِ 1455، أَمَرَ البَابَا كَلِّيسْتُوسُ الثَالِثُ (1455-1458) بِمُراجَعَةِ دَعْوَاهَا، فَحَصَلَ ذَلِكَ سَنَةَ 1456، وأُعِيدَ إِلَيْهَا الاعْتِبَار. وبَعْدَ قُرُونٍ مِنَ التَكْرِيمِ الشَعْبيِّ لَهَا، أَعْلَنَهَا البَابَا بِيُّوسُ العَاشِرُ (1903-1914) طُوبَاوِيَّةً سَنَةَ 1909؛ وفي 16 أَيَّارَ سَنَةَ 1920 أَعْلَنَهَا البَابَا بِـنِـدِيـكْـتُـوسُ الـخَامِسُ عَـشَر (1914-1922)، قِدِّيسَةً في مَصَافِّ القِدِّيسَاتِ الكِبَار، وبَعْدَ سَنَتَين، أَي سَنَةَ 1922، أُعْلِنَتْ شَفِيعَةَ فْرَنْسَا، وأَصْبَحَتْ مَجْدًا لَهَا، ولِلْعَالَمِ المَسِيحِيّ. يُصَوِّرُونَهَا جُنْدِيَّةً في ثِيَابِ الحَرْب، وفي يَدِهَا الرايَة. صَلاتُهَا مَعَنَا. آمين. |