Biography |
تَذكارُ القِدِّيسِ يُوحَنَّا الصَلِيب وُلِدَ خْوان دِي يِبِسْ أَلْفَرِيسْ، الذي أَصْبَحَ يُوحَنَّا الصَلِيب، في فُونْتيفِرُوس، في إِسْبَانْيَا، في 24 حُزَيرانَ سَنَةَ 1542، في عَائِلَةٍ فَقِيرَة، وكانَ والِدُهُ يَعْمَلُ كَمُمَرِّضٍ لِيُغَطِّيَ تَكَالِيفَ دُرُوسِهِ. ثُمَّ انْضَوَى، بِعُمْرِ الحادِي والعِشْرِين، في السِلْكِ الرُهْبانيِّ لَدَى رُهْبانِ الكَرْمِلِ في أُوبِدَا، وتابَعَ دُرُوسَهُ في جامِعَةِ سَلامَنْكا. سِيمَ كَاهِنًا سَنَةَ 1567، وفَكَّرَ أَنْ يُغَادِرَ الكَرْمِل، إِلَى رَهْبَانِيَّةٍ أَكْثَرَ جَذْرِيَّة، كَرُهْبانِ شَارْتْرُو، أَيِ الرُهْبانِ التَأَمُّلِيِّينَ المُسْتَحْبِسِينَ؛ في ذَلِكَ الوَقْتِ التَقَى بِالقِدِّيسَةِ تِرِيزَا الأَفِيلِيَّة، التي أَصْلَحَتْ رَهْبَانِيَّةَ الكَرْمِلِ النِسَائِيَّة. وطَلَبَتْ إِلَيهِ أَنْ يُصْلِحَ رَهْبَانِيَّةَ الكَرْمِلِ الرِجَّالِيَّة، وهَكَذَا قَبِلَ وأَسَّسَ رَهْبَانِيَّةَ الكَرْمِلِيِّينَ الحُفاة. رافَقَ أَخَواتِ رَهْبَانِيَّةِ الكَرْمِلِ رُوحِيًّا. في شَهْرِ تِشْرِينَ الثاني سَنَةَ 1568، بَدَأَ حَيَاةً جَمَاعِيَّة، واتَّخَذَ لَهُ إِسْمَ يُوحَنَّا الصَلِيب، ومَعَهُ بَعْضُ الرِفْقَةِ في مِنْطَقَةِ دُورُوِيلُو. في شَهْرِ كانُونَ الأَوَّلِ سَنَةَ 1577، أُبْعِدَ مِنْ قِبَلِ الكَرْمِلِيِّين، الَّذِينَ رَفَضُوا إِصْلاحَهُ الجَدِيد، فَأَمْضَى تِسْعَةَ أَشْهُرٍ في زَنْزَانَةٍ مِنَ الدَيْر، في تُولِدُو. هُنَاكَ، بَدَأَ كِتاباتِهِ الشَهِيرَة. تَوَصَّلَ أَنْ يَفِرَّ، ويُمَارِسَ نَشَاطًا كَثِيفًا في رَهْبَانِيَّةِ الكَرْمِلِ المُصْلَحَة. لَمْ تَمْنَعْهُ مَسْؤُولِيَّاتُهُ العَدِيدَةُ مِنْ أَنْ يَكْتُبَ نُصُوصًا رائِعَة، تَصَوُّفِيَّةً أَوْ شِعْرِيَّة، حَوْلَ اتِّحادِ النَفْسِ بِالله. هُوَ قِدِّيسٌ ومُتَصَوِّفٌ إِسْبَانيّ، ويُدْعَى غَالِبًا "قِدِّيسَ الكَرْمِل"، لأَنَّهُ طَوَّرَ الاخْتِبارَ التَصَوُّفيَّ بِشَكْلٍ لافِت، عَلَى مَدَى حَياتِهِ، ومِنْ خِلالِ كِتاباتِهِ "الصُعُودُ إِلَى الكَرْمِل"، "اللَيْلُ المُظْلِم"، "نارُ الحُبِّ المُسْتَعِرَة"، و "النَشِيدُ الرُوحِيّ"، أَرادَ مِنْ خِلالِهَا أَنْ يَصِفَ طَرِيقَ النُفُوسِ نَحْوَ الله. بَعْدَ أَنْ عُيِّنَ مَسْؤُولًا عَنِ الجَماعَة، لأَدْيَارٍ مُتَعَدِّدَةٍ لِلكَرْمِلِيِّينَ الحُفاة، تُوُفِّيَ في 14 كانُونَ الأَوَّلِ سَنَةَ 1591 في دَيْرِ أُوبِدَا في كاسْتِلُّو، ولَهُ مِنَ العُمْرِ 49 سَنَة، وَهُوَ يَقُول: "في مَسَاءِ الحَياة، سَتُحَاسَبُونَ عَلَى الحُبّ". بَعْدَ مَوْتِهِ، إِعْتُبِرَ حالًا كَقِدِّيس، واعْتُبِرَ كَواحِدٍ مِنْ أَكْبَرِ المُتَصَوِّفِينَ الإِسْبَانِ في القَرْنِ السادِسَ عَشَر، مَعَ القِدِّيسَةِ تِرِيزَا الأَفِيلِيَّة. أُعْلِنَ طُوباوِيًّا في الكَنِيسَةِ الكَاثُوليكِيَّةِ سَنَةَ 1675، عَلَى يَدِ البَابَا كْلِيمِنْسَ العاشِرِ (1670-1676)، وقِدِّيسًا سَنَةَ 1726، عَلَى يَدِ البَابَا بِنِدِيكتُوسَ الثالِثَ عَشَر (1724-1730). ومُعَلِّمًا لِلكَنِيسَةِ ما بَينَ الحَرْبَينَ العَالَمِيَّتَين، في 24 آبَ سَنَةَ 1926، عَلَى يَدِ البَابَا بِيُّوسَ الحادي عَشَر. أَلْهَمَ شِعْرُهُ العديدَ مِنَ الشُعَراءِ والفَلاسِفَةِ الَّذِينَ يَسْتَنِدُونَ إِلَى كِتاباتِهِ لِيُكَوِّنُوا مَفْهُومًا عَنِ التَخَلِّي. وفي 21 آذارَ سَنَةَ 1952، أَعْــلَــنَـهُ الـبَـابَـا بِــيُّــوسُ الــثـانـي عَـشَــر (1939-1958) الــشَـفِــيــعَ لِلشُعَراءِ الإِسْبَان، وأَعْلَنَهُ البَابَا يُوحَنَّا بُولُسُ الثاني (1978-2005) شَفِيعَ الشُعَراءِ النَاطِقِينَ بِاللُغَةِ الإِسْبَانِيَّة، في 8 آذارَ سَنَةَ 1993. صَلاتُهُ مَعَنَا. آمين. |