Biography |
تَذكارُ زَكَرِيَّا النَبِيّ النَبِيُّ زَكَرِيَّا، ومَعْنَى اسْمِهِ "الرَبُّ ذَكَرَ"، هُوَ مُعَاصِرٌ لِحَجَّايَ النَبِيّ، في زَمَنِ العَودَةِ مِنَ الجلاءِ في بابِل، وَهُوَ أَحَدُ الأَنْبِياءِ الصِغَارِ الاثنَي عَشَر. يَمْتَدُّ نَشَاطُهُ بَينَ سَنَةِ 520 ق.م. و 515. سَبَقَهُ النَبِيُّ حَجَّايُ ونَجَحَ في إِحْداثِ يَقَظَةٍ جَدِيدَةٍ في شَعْبِ اللهِ الجَدِيد، فَجاءَ زَكَرِيَّا وَوَطَّدَ هَذِهِ الحركَةَ بِدَعوتِهِ إِلَى الأمانة، وبمواعِدِهِ لِلمُستَقبلِ الجَدِيد. هَذا ولا نَعرِفُ شَيئًا عَنْ شَخْصِه. فَإنَّهُ يَتَوارَى وَراءَ عَمَلِهِ. أَمَّا إِلحاحُهُ عَلَى مَنْزِلَةِ الهَيْكَل، والحِفاظِ عَلَى الأَصْوام، والاهتِمامِ بِالطَهَارَةِ والقَداسَةِ لِلأَرْضِ المُقَدَّسَة، فَيَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ كَانَ مِنْ أُسْرَةٍ كَهَنُوتِيَّة. ولَكِنَّهُ يَنْتَمِي أَيْضًا بِصَراحَةٍ إِلَى الأَنْبِياءِ الأَقْدَمِين. نُبُوءَتُهُ قِسْمان: في القِسْمِ الأَوَّل (1-8) مَجمُوعَةُ رُؤَى مُتَناسِقَة، فِيهَا عَرْضٌ لِمَراحِلِ التَجِدِيدِ المَسِيحَانِيّ، وإِدارَةِ شُؤُونِ الجَماعَةِ المَسِيحَانِيَّةِ الجَدِيدَة، وتُوحِي بِشُرُوطِ هَذا التَجْدِيدِ النِهَائِيّ. نُلاحِظُ في هَذِهِ الرُؤَى، التي يَمْنَحُهَا اللهُ لِشَعْبِهِ، أَشْخَاصًا وُسَطَاءَ يَحْجُبُونَ اللهَ وَراءَ رَمْزِيَّتِهِمِ المَمْلُوءَةِ سِرًّا. فَهُمْ هَمْزَةُ وَصْلٍ بَينَ اللهِ والإِنسَان. وبَعْدَ تِلْكَ المَجْمُوعَةِ مِنَ الرُؤَى، نَجِدُ لَدَى زَكَرِيَّا النَبِيِّ مَجمُوعَةً مِنَ العِظاتِ تَعِدُ بِمُسْتَقْبَلٍ باهِر. أمَّا القِسْمُ الثاني (9-14) فَهُوَ مِنْ عَمَلِ كَاتِبٍ جاءَ بَعْدَ زَكَرِيَّا، ويُسَمَّى زَكَرِيَّا الثاني، ويُمْكِنُ أَنْ نُوْجِزَهُ بِهَذَا العُنْوان: وَصْفٌ لِلمَجِيءِ المَسِيحانِيّ: فَإِمَّا أَنَّ اللهَ نَفْسَهُ شَخْصِيًّا يُحَقِّقُ الخَلاصَ كُلَّهُ، ويَتَوَلَّى إِخْضاعَ الأَعْداء، وجَمْعَ شَمْلِ الشَعْبِ كُلِّه، وإِمَّا بِواسِطَةِ عَمَلِ شَخْصٍ خَاصٍّ غَيرِ الله، ولَهُ ثَلاثَةُ وُجُوه: وَجْهُ المَلِكِ المَسِيحِ المِثَالِيِّ الدِينِيِّ الأَعْلَى، وَوَجْهُ الراعِي الصالح، عَلَى مِثَالِ الرَبِّ نَفْسِه، وَوَجْهُ الـمَطْعُون، مَثْلَ العَبْدِ المـُتَأَلِّمِ في أَشَعْيَا. لَقَدِ اسْتَعَانَ الإِنْجِيلِيُّونَ بِهَذا القِسْمِ الثاني استِعَانَةً كَبِيرة، لِعَرْضِ شَخْصِ المَسِيحِ يَسُوعَ ودَوْرِهِ، ولا سِيَّمَا في رِوايَةِ الآلام. صَلاتُهُ مَعَنَا. آمين. |