| Biography |
تَذكارُ القِدِّيسِينَ الرُسُلِ الاثْنَي عَشَر إِختارَ الرَبُّ يَسُوعُ اثْنَي عَشَرَ رَسُولًا، بِعَدَدِ أَسْباطِ إِسْرائِيلَ الاثْنَي عَشَر، لِيَبْدَأَ بِهِمْ عَهْدَهُ الجَدِيدَ مَعَ البَشَرِيَّةِ جَمْعاء. لِذَلِكَ لَمْ يَأْخُذْ رَسُولًا مِنْ كُلِّ سِبْط، بَلِ اخْتارَ بُطْرُسَ وأَخاهُ أَنْدْرَاوُس، واخْتارَ يُوحَنَّا وأَخاهُ يَعْقُوبَ ابنَي زَبَدَى، واخْتارَهُم كُلَّهُم في مِنْطَقَةِ الجَلِيل. لِذَلِكَ كانَ يَجِبُ اخْتِيارُ مَتِّيَّا، بَدَلَ يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيّ، قَبْلَ العَنْصَرَة. ولَكِنْ بَعْدَ العَنْصَرَة، سَنَةَ 42، بَعْدَ اسْتِشْهَادِ أَوَّلِ رَسُول، يَعْقُوبَ بْنِ زَبَدَى، في أُورَشَلِيم، لَمْ يعُدْ ضَرُورِيًّا، في نَظَرِ الرُسُلِ والجَمَاعَةِ المَسِيحِيَّةِ الأُولَى اخْتِيارُ أَحَدٍ مَكَانَهُ، لأَنَّ الكَنِيسَةَ أَصْبَحَتْ تَشْمَلُ المُؤْمِنِينَ مِنَ الشُعُوبِ كافَّة. فَالرَقْمُ "اثْنَا عَشَر"، الذِي أَرادَهُ يَسُوع، في البَدْء، قَدْ تَخَطَّاهُ هُوَ نَفْسُهُ، بَعْدَ سِتِّ سَنَوات، عِنْدَمَا اخْتارَ بُولُسَ الرَسُول. لَكِنَّ التَقْلِيدَ حافَظَ عَلَى عَدَدِ الرُسُلِ الاثْنَي عَشَر، لأَنَّ إِيمانَنَا بِالرَبِّ يَسُوعَ يَقُومُ عَلَى إِيمانِهِمْ وشَهَادَتِهِم، وقَدْ دَعاهُمُ الرَبُّ لِيَكُونُوا مَعَهُ، ولِيُرْسِلَهُم كَارِزِين (مر 3: 14). هُمْ شُهُودُ العِيَانِ صَارُوا خُدَّامًا لِلرَبِّ وإِنْجِيلِهِ (لو 1: 1-2). يَقُولُ مَتَّى الإِنْجِيلِيّ: "ودَعَا يَسُوعُ تَلاميذَهُ الاثْنَي عَشَر، وأَعطاهُمْ سُلْطانًا يَطْرُدُونَ بِهِ الأَرْواحَ النَجِسَة، ويَشْفُونَ مِنْ كُلِّ مَرَضٍ وَوَهْن. وهَذِهِ أَسْماءُ الرُسُلِ الاثْنَي عَشَر: الأَوَّلُ سِمعَانُ الذِي يُــقـالُ لَــهُ بُطْرُس، وأَنْدْرَاوُسُ أَخُوه، ويَعْقُوبُ بْنُ زَبَدَى، ويُوحَنَّا أَخُوه، وفِيلِبُّس، وبَرْتُلْمَاوُس، وتُوما، ومَتَّى الجابي، ويَعْقُوبُ بْنُ حَلْفَى، وتَدَّاوُس، وسِمعانُ الغَيُور، ويَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيُّ الذِي أَسْلَمَ يَسُوع" (10: 1-4). ويَقُولُ الإِنْجِيلِيُّ مَرْقُس: "ثُمَّ صَعِدَ يَسُوعُ الجَبَل، ودَعا الَّذِينَ أَرادَهُم، فَأَتَوا. وأَقَامَ مِنْهُمُ اثْنَي عَشَرَ صَحَابَةً لَهُ، ورُسُلًا مُبَشِّرِين، عَلَى طَرْدِ الأَبالِسَةِ قَادِرِين. أَقَامَهُمُ اثْنَي عَشَر: سِمعانُ الذِي سَمَّاهُ بُطْرُس، وابْنَي زَبَدَى، يَعْقُوبُ ويُوحَنَّا، واللَذَينِ سَمَّاهُمَا بْوَانَرْجِس، أَيِ ابْنَي الرَعْد، وأَنْدْرَاوُس، وفِيلِبُّس، وبَرْتَلْمَى، ومَتَّى، وتُوما، ويَعْقُوبُ بْنُ حَلْفَى، وتَدَّى، وسِمعانُ الغَيُور، ويَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيّ، وَهُوَ الذِي أَسْلَمَ يَسُوع" (3: 13-19). ولَقَدْ دَوَّنَ لُوقَا الإِنْجِيلِيُّ أَسْماءَ الرُسُلِ مَرَّتَين، أَوَّلًا في الإِنْجِيل: "وفي تِلْكَ الأَيَّام، صَعِدَ يَسُوعُ الجَبَلَ لِيُصَلِّي، وأَحْيَا لَيْلَهُ في الصَلاةِ لِلَّه. وفي الغَداة، دَعَا تَلامِيذَهُ، واخْتارَ مِنْهُمُ اثْنَي عَشَرَ سَمَّاهُمْ رُسُلًا، وهُم: سِمعانُ الذِي سَمَّاهُ بُطْرُس، وأَنْدْرَاوُسُ أَخُوه، ويَعْقُوب، ويُوحَنَّا، وفِيلِبُّس، وبَرْتُلْمَاوُس، ومَتَّى، وتُوما، ويَعْقُوبُ بْنُ حَلْفَى، وسِمعانُ المُلَقَّبُ بِالغَيُور، ويَهُوذَا بْنُ يَعْقُوب، ويَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيّ، الذِي انْتَهَى خَائِنًا" (6: 16)؛ ثَانِيًا في أَعْمالِ الرُسُل: "وصَعِدُوا إِلَى العِلِّيَّةِ التي كانُوا يُقِيمُونَ فِيهَا، صَعِدَ: بُطْرُسُ ويُوحَنَّا، ويَعْقُوبُ وأَنْدْرَاوُس، وفِيلِبُّسُ وتُوما، وبَرْتُلْمَاوُسُ ومَتَّى، ويَعْقُوبُ بْنُ حَلْفَى، وسِمعانُ الغَيُور، ويَهُوذَا بْنُ يَعْقُوب" (1: 13). أَمَّا الإِنْجِيلِيُّ يُوحَنَّا فَلَمْ يُعْطِنا لائِحَةً كامِلَةً بِالرُسُلِ الاثْنَي عَشَر، كَالإِنْجِيلِيِّينَ السَابِقِين. فَهُوَ يَذْكُرُ "التَلامِيذَ الاثْنَي عَشَر" الَّذِينَ اخْتارَهُمْ يَسُوع، ولا يَذْكُرُ مِنْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ إِلَّا سَبْعَةً هُمْ: أَنْدْرَاوُس، وبُطْرُس، ويُوحَنَّا التِلْمِيذُ الذِي كانَ يَسُوعُ يُحِبُّه، وفِيلِبُّس، وتُوما، ويَهُوذَا بْنُ يَعْقُوب، ويَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيّ. هَؤُلاءِ الاثْنَا عَشَرَ طافُوا المَسْكُونَةَ مُبَشِّرِينَ بِالمَسِيح، ودَوَّتْ أَصْواتُهُم في كُلِّ الأَرْض، كُلُّهُم شَهِدُوا لِلمَسِيح، واسْتُشْهِدُوا في سَبِيلِهِ. ولِكُلٍّ مِنْهُم تَذْكارٌ خَاصٌّ عَلَى مَدارِ السَنَة. غَيْرَ أَنَّ كَنِيسَتَنَا الشَرْقِيَّةَ المارُونِيَّةَ تُقِيمُ لَهُمُ اليَومَ تَذْكارًا جَامِعًا، لِتُحَرِّضَنا عَلَى تَكْرِيمِهِم، والإِيمانِ بِشَهَاداتِهِم، واللُجُوءِ إِلَى شَفَاعَتِهِم. صَلاتُهُم مَعَنَا. آمين. |
