Biography |
تَذكارُ الطُوبَاوِيَّةِ تِريزَا دِي كَلْكُوتَّا وُلِدَتْ تِرِيزَا دِي كَلْكُوتَّا، وكانَ اسْمُهَا أَنْيَاس غُونْكْسِي بُوجَاكْسْيُو، سَنَةَ 1910 في أُسْكُوبْ، وهِيَ مَدِينَةٌ أَلْبَانِيَّةٌ في السَلْطَنَةِ العُثْمَانِيَّة، المَعْرُوفَةِ حَاليًّا بِاسْمِ سْكُوبْيِه، في مَقْدُونِيَة. هِيَ الصُغْرَى والثَالِثَةُ بَيْنَ إِخْوَتِهَا. فَقَدَتْ والِدَها وهِيَ بِعُمْرِ التَاسِعَة. وبِفَضْلِ التَرْبِيَةِ البَيْتِيَّة، نَمَا عِنْدَهَا حُبُّ الرِسَالَةِ وهِيَ بَعْدُ في سِنِّ الثَانِيَةَ عَشْرَة. غَادَرَتْ بَلَدَهَا بِتَارِيخِ 26 أَيْلُولَ سَنَةَ 1928 وهِيَ بِعُمْرِ الثَمَانِيَةَ عَشْرَة، وقَصَدَتْ دَيْرَ "راهِبَاتِ سَيِّدَةِ لُورِيت" في إِيرْلَنْدَا، واتَّخَذَتِ ﭐسْمَ الأُخْت ماري-تِرِيزَا. بَعْدَ سَنَةٍ مِنْ تَرَهُّبِهَا، إِنْتَقَلَتْ إِلَى الهِنْد، ونَذَرَتْ نُذُورَهَا المُوَقَّتَةَ في شَهْرِ أَيَّارَ سَنَةَ 1931، واحْتَفَظَتْ بِاسْمِ تِرِيزَا فَقَط، وراحَتْ تُعَلِّمُ الفَتَيَاتِ في مَدْرَسَةٍ في كَلْكُوتَّا. وبَعْدَما نَذَرَتْ نُذُورَهَا الرُهْبَانِيَّةَ المُؤَبَّدَةَ في 24 أَيَّارَ سَنَةَ 1937 بَدَأَ النَاسُ يُنَادُونَهَا الأُمَّ تِرِيزَا. في إِحْدَى رِحْلاتِهَا بِالقِطَارِ نَحْوَ دَرْجِيلِينْغْ، سَمِعَتْ في قَلْبِهَا نِداءً مِنَ الرَبِّ يَسُوعَ يَدْعُوهَا إِلَى خِدْمَةِ المَرْضَى والمُعْدَمِينَ والمُهْمَلِين، فَكَرَّسَتْ حِينَئِذٍ حَيَاتَهَا لِلْفُقَراءِ في الضَواحِي التَعِيسَة. وفي سَنَةِ 1948 نَالَتْ تَفْسِيحًا مِنْ رُومَا، والتَزَمَتْ بِخِدْمَةِ الأَكْثَرِ فَقْرًا، والأَكْثَرِ حِرْمَانًا، وبِتَرْبِيَةِ أَوْلادِ الشَوارِع، وافْتِتَاحِ بَيْتٍ لِلْمُنَازِعِينَ في كَلْكُوتَّا. وطَوالَ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِينَ سَنَة، كَرَّسَتْ حَيَاتَهَا لِهَؤُلاءِ المَرْضَى، والمَنْبُوذِينَ والمُعَرَّضِينَ لِلْمَوْت، في الهِنْد، ثُمَّ في بُلْدانٍ أُخْرَى مِنَ العَالَم. وفي 7 تِشْرِينَ الأَوَّلِ سَنَةَ 1950 أَسَّسَتْ جَمْعِيَّةَ "مُرْسَلاتُ المَحَبَّة"، المُتَّشِحَاتُ بِالثَوْبِ الأَزْرَقِ والأَبْيَض، القَرِيبِ مِنَ الزِيِّ الهِنْدِيِّ التَقْلِيدِيِّ لِلنِسَاء. عُرِفَتِ الأُمُّ تِرِيزَا بِنَشَاطِهَا الشَخْصِيِّ في عَمَلِ الرَحْمَة، فَحَازَتْ عَلَى جَائِزَةِ نُوبِلَ لِلسَلامِ سَنَةَ 1979. تُعَبِّرُ الأُمُّ تِرِيزَا عَنْ نَفْسِهَا قَائِلَةً: "بِحَسَبِ دَمِي أَنَا أَلْبَانِيَّة، وبِحَسَبِ الجِنْسِيَّةِ أَنَا هِنْدِيَّة. بِحَسَبِ إِيمَاني، أَنَا راهِبَةٌ كَاثُولِيكِيَّة، وبِالنِسْبَةِ إِلَى دَعْوَتي فَأَنا أَنْتَمِي إِلَى العَالَم، وبِالنِسْبَةِ إِلَى قَلْبِي، فَأَنا أَخُصُّ كُلِّيًّا قَلْبَ يَسُوع". تُوُفِّيَتْ في 5 أَيْلُولَ سَنَةَ 1997 في كَلْكُوتَّا - الهِنْد. وكانَتْ راهِبَاتُهَا "مُرْسَلاتُ المَحَبَّة" يَتَوَلَّينَ 610 رِسَالات، في 123 دَوْلَة، مِنْ أَمْكِنَةٍ لِلأَطْعِمَةِ الشَعْبِيَّة، ومَراكِزَ لِلْمُسَاعَداتِ العَائِلِيَّة، ومَيَاتِم، ومَدارِس، وبُيُوتٍ لِلضِيَافَة، ومَنَازِلَ لاسْتِقْبَالِ الأَشْخَاصِ المُصَابِينَ بِالبَرَص، والسِيدَا، والسِلّ. أَعْلَنَها البَابَا يُوحَنَّا بُولُسُ الثاني (1978-2005) طُوبَاوِيَّةً في 19 تِشْرِينَ الأَوَّلِ سَنَةَ 2003. ومِمَّا قَالَهُ فِيهَا: "لَقَدِ اخْتَارَتْ أَنْ تَكُونَ لا الأَخِيرَةَ فَحَسْب، بَلِ الخَادِمَةَ لِلآخِرِين. إِنَّهَا حَقًّا أُمٌّ لِلْفُقَراء، لأَنَّهَا رَكَعَتْ قُرْبَ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَانُوا يَتَأَلَّمُونَ مِنْ شَتَّى أَنْواعِ الفَقْر". صَلاتُهَا مَعَنَا. آمين. |