Biography |
تَذكارُ القِدِّيسِ بِيُّو هُوَ فْرَانْشِسْكُو غْرَاتْزْيُو فُورْجُوني، المَعْرُوفُ بِاسْمِ "بادْرِي بِيُّو". وُلِدَ في مِنْطَقَةِ بْيِتْرَلتْشِينا-إِيطَالْيَا في 25 أَيَّارَ سَنَةَ 1887، في أُسْرَةٍ مُتَواضِعَة، تَعْمَلُ في مَجَالِ الزِراعَة. مُنْذُ صِبَاهُ كانَ مَغْمُورًا بِنِعْمَةِ الله. فــي عُمْرِ خَــمْــسِ سَنَـواتٍ تَراءَى لَهُ يَسُوع، وفي الخَامِسَةَ عَشْرَةَ كانَ لَهُ أَوَّلُ الانْخِطافات. في السَادِسِ مِنْ شَهْرِ كَانُونَ الثَاني سَنَةَ 1903، وقَدْ بَلَغَ السَادِسَةَ عَشْرَة، دَخَلَ رَهْبَانِيَّةَ الإِخْوَةِ الأَصَاغِرِ الكَبُّوشِيِّين، واخْتارَ اسْمَ بِيُّو في 22 كَانُونَ الثَاني. سِيمَ كَاهِنًا في العَاشِرِ مِنْ شَهْرِ آبَ سَنَةَ 1910، ونُقِلَ سَنَةَ 1916 إِلَى دَيْرِ القِدِّيسِ يُوحَنَّا-رُوتُونْدُو، حَيْثُ قَضَى عُمْرَهُ مُكَرِّسًا الكَثِيرَ مِنَ الوَقْتِ لِلنَشَاطِ الرَسُوليِّ والخِدْمَة، فَكانَ عَجَائِبِيًّا بِعَمَلِهِ، وخاصَّةً في سَمَاعِ اعْتِرافاتِ المُؤْمِنِين، لا يَعْرِفُ التَعَب. ابْتِداءً مِنْ 20 أَيْلُولَ سَنَةَ 1918 بَدَأَ يَشْعُرُ بِسِمَاتِ آلامِ المَسِيح، في جَنْبِهِ، ورِجْلَيهِ، ويَدَيهِ، وَهِيَ عَلامَةُ اتِّحادِ حَيَاتِهِ بِحَيَاةِ المَسِيحِ عَبْرَ الأَلَم، وهَذا كانَ سَبَبًا آخَرَ لِشُهْرَتِهِ، ولَكِنَّهُ كانَ يُخْفِيهَا بِواسِطَةِ قُفَّازاتٍ غَيْرِ كامِلَة. لَدَى هَذِهِ الظاهِرَة، ورَغْمًا عَنِ الرُهْبان، تَوافَدَ الناسُ إِلَى دَيْرِ مار يُوحَنَّا-رُوتُونْدُو لِلاعْتِرافِ لَدَى الأَبِ بِيُّو، أَوْ مُشَاهَدَتِهِ وَهُوَ يَحْتَفِلُ بِالذَبِيحَةِ الإِلَهِيَّة، وأَحْيَانًا لِمُدَّةِ ثَلاثِ سَاعات، فَكَانُوا يَبْكُونَ خِلالَهَا مِنَ التَأَثُّر. قالَ فِيهِ قَداسَةُ البَابَا بِنِدِيكْتُوسُ السادِسَ عَشَر (2005-2013): "خِلالَ الاحْتِفَالِ بِالقُدَّاسِ كانَ يَعِيشُ بِحَرارَةٍ سِرَّ الجُلْجُلَة، وهَذا ما ثَبَّتَ إِيمانَ العَدِيدِينَ وَوَطَّدَ تَقْوَاهُم". قَضَى القِدِّيسُ بِيُّو نَهَاراتِهِ والقِسْمَ الأَكْبَرَ مِنْ لَيَالِيهِ في الصَلاة، مَعَ أَنَّ صِحَّتَهُ لَمْ تَكُنْ جَيِّدَة، وكانَ يَقُول: "في الكُتُب، نُفَتِّشُ عَنِ الله، وفي الصَلاةِ نَجِدُهُ. الصَلاةُ هِيَ المِفْتَاحُ الذِي يَفْتَحُ قَلْبَ الله". تَقَصَّى المَسْؤُولُونَ عَنْ أَمْرِهِ، وعُلِّقَتْ مَهَامُّهُ لِبَعْضِ الوَقْت، فَقَبِلَ القَرارَ بِطِيبِ خَاطِرٍ وتَواضُعٍ كُلِّيّ، إِذْ قال: "أُرِيدُ فَقَط أَنْ أَكُونَ أَخًا فَقِيرًا يُصَلِّي". كانَ لِبَادْرِي بِيُّو نِعْمَةُ القِراءَةِ في القُلُوبِ لِيَكْشِفَ أَفْكارًا مُخَبَّأَة. كَمَا كانَتْ لَهُ نِعْمَةُ التَواجُدِ في مَكَانَينِ مُخْتَلِفَينِ في آن. فَفِي سَنَةِ 1917 كانَ هُنَاكَ قَائِدُ عَسْكَرٍ يَسْتَعِدُّ لِيَنْتَحِر، فَرَأَى فَجْأَةً أَمَامَهُ راهِبًا يَطْلُبُ إِلَيهِ أَنْ لا يَفْعَلَ واخْتْفَى. بَعْدَ سَنَوات، تَعَرَّفَ هَذا القَائِدُ إِلَى صُورَةِ الأَبِ بِيُّو في جَرِيدَة. تُوُفِّيَ بَادْرِي بِيُّو سَنَةَ 1968، ولَهُ مِنَ العُمْرِ واحِدٌ وثَمَانُونَ سَنَة. أَعْلَنَهُ البَابَا يُوحَنَّا بُولُسُ الثاني (1978-2005) طُوبَاوِيًّا في 2 أَيَّارَ سَنَةَ 1999، وقِدِّيسًا في 16 حُزَيْرانَ سَنَةَ 2002. صَلاتُهُ مَعَنَا. آمين. |