Biography |
تَذكارُ القِدِّيسَةِ خَارِيتِينِي كانَتْ خَارِيتِيني، ومَعْنَى اسْمِهَا نَعِيمَة، بَهِيجَةٌ أَوْ لَطِيفَة، فَتَاةً مَسِيحِيَّةً في البُنْطُس. تَيَتَّمَتْ، فَتَبَنَّاهَا رَجُلٌ وَثَنيٌّ فَاضِلٌ اسْمُهُ كْلَوْدْيُوس، وأَصْبَحَتْ خَادِمَةً لَهُ، فَعَامَلَهَا كَابْنَةٍ لَهُ، وكانَ مُتَعَلِّقًا بِهَا، وصَارَ كَمَلاكٍ حَارِسٍ لَهَا. عَرَفَتْ خَارِيتِيني المَسِيح، ونَذَرَتْ لَهُ بَتُولِيَّتَهَا. ولَمَّا ثَارَ الاضْطِهَاد، بَلَغَ الخَبَرُ الوالي دُومِيتْيُوسَ والي البُنْطُس، في أَيَّامِ الإِمْبِرَاطُورِ دْيُوكْلِتْيَانُوس (285-305)، فَأَمَرَ جُنُودَهُ بِإِلْقَاءِ القَبْضِ عَلَى خَارِيتِيني، وسَاقُوهَا إِلَى الاسْتِجْوَاب. وَقَفَتْ خَارِيتِيني أَمَامَ الوالي هَادِئَةً ثَابِتَةً واعْتَرَفَتْ بِالمَسِيح، فَأَخَذَ يَتَمَلَّقُهَا لِكَيْ تَكْفُرَ بِالمَسِيح، أَمَّا هِيَ فَأَبَتْ إِلَّا الثَبَاتَ عَلَى إِيمَانِهَا. أَمَرَ بِتَعْذِيبِهَا، فَجَلَدُوهَا جَلْدًا عَنِيفًا، وحَلَقُوا شَعْرَ رَأْسِهَا، وكَوَوْهَا بِالحَدِيدِ المَحْمِيِّ وَهِيَ صَابِرَة. أَلْقَوْهَا في النَارِ فَلَمْ تَحْتَرِقْ، وطَرَحُوهَا في البَحْر، فَخَرَجَتْ مِنْهُ سَالِمَةً تُسَبِّحُ الله، وقَطَعُوا لِسَانَهَا، فَبَقِيَتْ تَتَكَلَّم. وأَخِيرًا شَدُّوهَا إِلَى عَمُودٍ وَرَمَوْهَا بِالنِبَال، في مِنْطَقَةِ أَمَاسْيَة، قُرْبَ البَحْرِ الأَسْوَد، فَأَسْلَمَتْ رُوحَهَا بِيَدِ الله، في السَنَةِ 303. صَلاتُهَا مَعَنَا. آمين. |