Biography |
تَذكارُ القِدِّيسِ هِرْمِيَاس كَانَ هِرْمِيَاسُ جُنْدِيًّا رُومَانِيًّا. خَدَمَ مُدَّةً طَوِيلَةً في الجَيْشِ الرُومانيّ، وأَصْلُهُ مِنْ كُومَانَا في بِلادِ البُنْطُس، في الكَبَّادُوك. آمَنَ واعْتَرَفَ بِالرَبِّ يَسُوعَ المَسِيحِ في زَمَنِ الإِمْبِرَاطُورِ أَنْطُونْيُوسَ التَقِيّ (138-161). ولَمَّا أَصْدَرَ هَذا الإِمْبِرَاطُورُ أَمْرَهُ بِاضْطِهَادِ المَسِيحِيِّين، أَرْسَلَ سِبَسْتْيَانُوسَ والِيًا إِلَى الكَبَّادُوكِ لِيَفْتُكَ بِكُلِّ مَسِيحِيٍّ لا يُضَحِّي لِلْأَوْثَان. فَكَلَّفَ الوالي هِرْمِيَاسَ بِالسُجُودِ لِلأَوْثَان، فَأَجَاب: "إِنَّني جُنْدِيُّ يَسُوعَ المَسِيحِ الذِي مُلْكُهُ لا يَزُول، قَبْلَ أَنْ أَكُونَ جُنْدِيًّا لِقَيْصَرَ المَلِكِ الزائِل". فَاغْتَاظَ الوالي، وأَمَــرَ بِـــتَــحْطِيــمِ أَسْــنَانِهِ، فَطَحَنُوا فَكَّيْهِ بِحَجَرٍ، وسَلَخُوا جِلْدَةَ وَجْهِهِ، واقْتَلَعُوا أَضْراسَهُ. أَلْقَوْهُ بَعْدَ ذَلِكَ في أَتُّونٍ مَحْمِيّ، لَكِنَّ النَارَ لَمْ تُؤْذِهِ، لأَنَّ نِعْمَةَ اللهِ ظَلَّلَتْهُ. فَأَحْضَرُوا سَاحِرًا اسْمُهُ مَارُوس، سَقَاهُ سُمًّا زُعَافًا فَلَمْ يُؤْذِهِ. فَآمَنَ السَاحِرُ بِالرَبِّ يَسُوع، ولِلْحَالِ أَمَرَ الوالي بِقَطْعِ رَأْسِهِ بِحَدِّ السَّيْف؛ وأَمَّا هِرْمِيَاسُ فَفَقَأُوا عَيْنَيْهِ، فَقَالَ لِلْوالي: "خُذْ عَيْنَيِ الجَسَدِ اللَّتَينِ ﭐعْتَادَتَا النَظَرَ إِلَى أَبَاطِيلِ هَذا الدَهْر، فَإِنَّ لي عَيْنَيْنِ أُخْرَيَيْنِ فـي قَلْبي، بِهِمَا أُعَايِنُ بِصَفَاءٍ النُورَ الحَقِيقيّ". عَلَّقُوهُ عَلَى شَجَرَةٍ مُنَكَّــسًــا، رِجْلاهُ إِلَى فَوْقُ ورَأْسُهُ إِلَى أَسْفَل. عَمِيَ الَّذِينَ كَانُوا يُعَذِّبُونَهُ وأَخَذُوا يَتَلَمَّسُونَ طَرِيقَهُمْ لأَنَّهُمْ أَضَاعُوا اتِّزانَهُم. دَعَاهُمْ هِرْمِيَاسُ إِلَيْهِ. جَاؤُوهُ عَلَى مَصْدَرِ صَوْتِهِ. وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ وأَعَادَ إِلَيْهِمِ البَصَرَ بِنِعْمَةِ اللهِ والصَلاة. لَمَّا رَأَى الوالي كُلَّ ذَلِكَ صَارَ كَأَسَدٍ مُفْتَرِس. فَامْتَشَقَ سَيْفَهُ وضَرَبَ القِدِّيسَ فَقَطَعَ هَامَتَهُ. نَالَ غَارَ الظَفَرِ بِاسْتِشْهَادِهِ سَنَةَ 160. جَاءَ المَسِيحِيُّونَ وأَخَذُوا جَسَدَهُ سِرًّا ودَفَنُوهُ بِإِكْرام. وصَارَ رُفَاتُهُ مَنْبَعًا لأَشْفِيَةٍ جَمَّة. صَلاتُهُ مَعَنَا. آمين. |