Biography |
تَذكارُ القِدِّيسِ يَعْقُوبَ المُقَطَّع أَصْلُهُ يُونَانيٌّ مِنْ مَواليدِ كَرْخَ أَدَسَا (أَو أَرَسَا)، وَهِيَ بَلْدَةٌ غَيْرُ مُحَدَّدَةِ المَوْقِعِ عَلَى نَهْرِ دِجْلَة. أَصْبَحَ كاتبًا لِمَلِكِ الفُرْس. كانَ في العِشْرِينَ مِنْ عُمْرِهِ، عِنْدَمَا اعْتُقِلَ مَعَ خَمْسَةَ عَشَرَ مِنْ رِفَاقِهِ، وأُمِرُوا بِأَنْ يَكْفُرُوا بِإِيمانِهِمِ المَسِيحِيّ. أَبَوا ذَلِكَ، فَصُودِرَتْ أَمْلاكُهُم وحُكِمَ عَلَيهِم بِالأَشْغَالِ الشَاقَّةِ حَتَّى خَارَتْ قُواهُم، فَعُرِضَتْ عَلَيهِمِ الحُرِّيَّةُ ثَانِيَةً مُقَابِلَ أَنْ يَسْجُدُوا لِلشَمْسِ والنار. فَانْصَاعَ بَعْضُهُم لِلأَمْر. وكانَ يَعْقُوبُ قَدْ لَزِمَ الصَمْت. فَظَنُّوا أَنَّهُ مُوَافِق. حِينَئِذٍ تَرَكُوهُ وشَأْنَهُ في بَهْرَسِيرَ العَاصِمَةِ السَاسَانِيَّةِ الجَدِيدَةِ فَأَقَامَ في الكَنِيسَةِ يَصُومُ ويُصَلِّي. وُشِيَ بِهِ مَرَّةً أُخْرَى فَتَجَرَّأَ عَلَى مُعَانَدَةِ المَلِكِ الذي حَكَمَ عَلَيهِ بِـ "المِيتاتِ التِسْع". وتَمَّ تَنْفِيذُ الحُكْمِ في مَكانٍ يَقَعُ غَرْبيَّ بَهْرَسِيرَ عَلَى أَطلالِ سَــالِــيـق، وَراءَ مَجْرَى نَهْرِ دِجْلَةَ القَدِيمِ الجَافّ. وهَكَذَا قُطِعَتْ أَصَابِعُهُ ورِجْلاهُ ويَدَاهُ. ولَمَّا فارَقَ الحياةَ تُرِكَ جَسَدُهُ ورَأْسُهُ تَحْتَ حِراسَةِ عَدَدٍ مِنَ الجُنُودِ لِكَيْ يَكُونَ لَحْمُهُ طَعَامًا لِلكِلابِ والطُيُورِ الآكِلَة. وقَدْ تَمَكَّنَ بَعْضُ المَسِيحِيِّين، بِواسِطَةِ الرَشْوَة، والتَخَفِّي بِزِيِّ المَجُوس، مِنْ أَخْذِ ما تَبَقَّى مِنْ رُفَاتِهِ، وكَفَّنَتْهُ أُمُّهُ بِالثِيَابِ البَيْضَاءِ الفَاخِرَةِ والطُيُوبِ التي كانَتْ قَدْ أَعَدَّتْهَا لِعُرْسِهِ، في حُضُورِ الأُسْقُفِ المَحَلِّيِّ الذي كانَ يُدْعَى صُومَاي. وكانَ اسْتِشْهَادُهُ سَنَةَ 422. صَلاتُهُ مَعَنَا. آمين. |