Exemple

Remembrance of Saint John of Damascene

Name Remembrance of Saint John of Damascene
Arabic name تَذكارُ القِدِّيسِ يُوحَنَّا الدِمَشْقِيّ
Day date كَانُونَ الأوَّل 4
Biography تَذكارُ القِدِّيسِ يُوحَنَّا الدِمَشْقِيّ وُلِدَ يُوحَنَّا (مَنْصُورُ بْنُ سَرْجُونَ التَغْلِبيّ) عامَ 676 في دِمَشْق، تَحْتَ حُكْمِ الدَوْلَةِ الأُمَوِيَّة، في عائِلَةٍ مَسِيحِيَّةٍ نافِذَة. فَجَدُّهُ كانَ رَئِيسًا لِدِيوانِ الجِبَايَةِ المالِيَّة، ووالِدُهُ كانَ وَزِيرًا في بَلاطِ الخِلافَةِ الأُمَوِيَّة، مَشْهُورًا بِالفَضْلِ والتُّقى، فَاهْتَمَّ بِتَرْبِيَةِ ابْنِهِ وتَثْقِيفِهِ ثَقَافَةً عَالِيَة، أَدَبِيَّةً وفَلْسَفِيَّةً ولاهُوتِيَّة. وبَعْدَ وَفَاةِ أَبِيهِ، أُسْنِدَتْ إِلَيهِ وَظِيفَةُ أَبِيهِ. وكانَ الخَلِيفَةُ يُجِلُّهُ ويَعْتَبِرُهُ جِدًّا فَقَرَّبَهُ مِنْهُ وجَعَلَهُ أَمِينَ سِرِّه. وفي تِلْكَ الأَثْناء، أَشْهَرَ المَلِكُ لِيُونُ الثَالِثُ الإِيصُورِيُّ (717-741) الحَرْبَ عَلَى الصُوَرِ والإِيقُوناتِ مُهَدِّدًا بِالعَذابِ والمَوْتِ كُلَّ مَنْ يُقْدِمُ عَلَى تَكْرِيمِهَا. فَقَامَ يُوحَنَّا يُنَاهِضُ البِدْعَةَ ويُدافِعُ بِقَلَمِهِ ولِسَانِهِ عَنْ تَكْرِيمِ الإِيقُوناتِ وعَنْ تَقْلِيدِ الكَنِيسَةِ ومُعْتَقَدِهَا الصَحِيح، بِأَنَّ إِكْرامَهَا لِلإِيقُوناتِ مُوَجَّهٌ إِلَى أَشْخَاصِ مَنْ تُمَثِّلُهُم طَلَبًا لِشَفَاعَتِهِم، ولَيْسَ لِلمَادَّةِ التي تُمَثِّلُ الأَشْخَاص، كَمَا كانَتْ عِبَادَةُ الوَثَنِيِّينَ لأَوْثَانِهِم. فَكانَ ذَلِكَ سَبَبًا لإِثارَةِ غَضَبِ المَلِكِ لِيُونَ عَلَيهِ. فَزَوَّرَ المَلِكُ رِسَالَةً تَقَلَّدَ فِيهَا خَطَّ يُوحَنَّا وضَمَّنَهَا الشَكْوَى مِنْ سُوءِ مُعَامَلَةِ المُسْلِمِينَ لِلمَسِيحِيِّين، وأَنَّهُ يَطْلُبُ إِرْسَالَ جَيْشٍ لِمُحَاصَرَةِ دِمَشْقَ وَهُوَ يَفْتَحُ لَهُ أَبْوابَهَا، وأَرْسَلَ المَلِكُ تِلْكَ الرِسَالَةَ المُزَوَّرَةَ إِلَى الخَلِيفَة. فَاسْتَشَاطَ غَيْظًا، وعَلَى الفَوْر، إِسْتَحْضَرَ يُوحَنَّا وكادَ يَفْتُكُ بِهِ، دُونَ أَنْ يُحَاكِمَهُ أَوْ يَسْمَعَ لَهُ. ولَكِنَّهُ عَادَ فَتَأَكَّدَ مِنْ بَراءَةِ يُوحَنَّا ورَداءَةِ خَصْمِهِ لِيُون، فَأَعادَهُ إِلَى وَظِيفَتِهِ. أَمَّا يُوحَنَّا فَعَافَ الدُنْيَا، وتَرَكَ وَظِيفَتَهُ، وبَاعَ أَمْلاكَهُ، وَوَزَّعَ ثَمَنَهَا عَلَى الفُقَراءِ والأَيْتَام، وذَهَبَ إِلَى فَلِسْطِينَ ودَخَلَ دَيْرَ القِدِّيسِ سَابَا، حَيْثُ انْكَبَّ عَلَى مُمَارَسَةِ الحَيَاةِ الرُهْبَانِيَّةِ بِكُلِّ دِقَّةٍ ونَشَاط، وامْتَازَ بِفَضِيلَتَيِ الطَاعَةِ والتَواضُع، مُنْعَكِفًا عَلَى التَأْلِيف، ومُطَالَعَةِ الكُتُبِ المُقَدَّسَة، والصَلاة، والتَأَمُّل، ومُمارَسَةِ النُسْك، وأعمالِ الرِسالة، وامتازَ بِمُؤَلَّفَاتِهِ اللاهُوتِيَّةِ والفَلْسَفِيَّةِ العَدِيدَةِ ودِفَاعِهِ الشَدِيدِ عَنِ العَقَائِدِ المَسِيحِيَّة، ورَدِّهِ عَلَى الهَرْطَقَاتِ المُخْتَلِفَة، خُصُوصًا في ما يَتَعَلَّقُ بِتَكْرِيمِ الإِيقُونات. زارَهُ البَطْرِيَرْكُ يُوحَنَّا الأُورَشَلِيمِيُّ وَوَكَلَ إِلَيهِ الوَعْظَ والإِرْشَادَ في كَنِيسَةِ القِيَامَة. ولَمْ يَتَخَلَّفْ عَنِ الذَهَابِ إِلَى القُسْطَنْطِينِيَّةِ لِلدِفَاعِ عَنِ المُعْتَقَدِ الكَاثُولِيكِيّ، ضِدَّ مُحَارِبي الإِيقُونات، بِمَا أُوتِيَهُ مِنْ جُرْأَةٍ وفَصَاحَةٍ نَادِرَة. ثُمَّ عَادَ إِلَى دَيْرِهِ في فَلِسْطِين، حَيْثُ قَضَى سِنِيهِ الأَخِيرَةَ في الصَلاةِ وتَأْلِيفِ الكُتُبِ ونَظْمِ الأَنَاشِيدِ الكَنَسِيَّة، التي لا تَزالُ مُسْتَعْمَلَةً في طُقُوسِ الكَنِيسَةِ البِيزَنْطِيَّةِ حَتَّى اليَوْم. يُعْتَبَرُ يُوحَنَّا الدِمَشْقِيّ، بِإِجْمَاعِ البَاحِثِين، آخِرَ آباءِ الكَنِيسَةِ الشَرْقِيَّة، وقَدْ شَكَّلَتْ مُؤَلَّفَاتُهُ مَرْجِعًا مُهِمًّا لِجَمِيعِ لاهُوتِيِّيِ القُرُونِ الوُسْطَى، حَتَّى إِنَّ القِدِّيسَ تُوما الأَكْوِينِيَّ يَسْتَشْهِدُ بِمُؤَلَّفَاتِهِ. رَقَدَ بِالرَّبِّ في 4 كانُونَ الأَوَّلِ سَنَةَ 749، في دَيْرِ مار سابا، بَعْدَ حَياةٍ رُهْبانِيَّةٍ نُسْكِيَّةٍ طَوِيلَة، عَنْ عُمْرٍ يُناهِزُ مِئَةَ سَنَة، ودُفِنَ في الدَيْر. صَلاتُهُ مَعَنَا. آمين.