Biography |
تَذكارُ القِدِّيسَةِ تِرِيزَ الطِفْلِ يَسُوع وُلِدَتْ تِرِيز مارِي فْرَانْسْوَاز، في 2 كَانُونَ الثَاني سنة 1873، في مَدِينَةِ ألُونْسُون في مِنْطَقَةِ النُورْمَنْدِي، في فْرَنْسَا، مِنْ أَبَوَيْنِ مُتَمَسِّكَيْنِ بِالإِيمانِ المَسِيحِيّ، هُمَا لْوِيس وزِيلِي مَارْتَان. فَقَدَتْ والِدَتَهَا عِنْدَمَا كَانَ لَهَا مِنَ العُمْرِ أَرْبَعُ سَنَواتٍ ونِصْف، فَاهْتَمَّتْ بِهَا أُخْتَاهَا مَارِي وبُولِين، فَتَعَشَّقَتِ الفَضِيلَةَ وحُبَّ اللهِ مِنْ صِغَرِهَا. وفي الرابِعَةَ عَشْرَةَ مِنْ عُمْرِهَا، رَغِبَتْ في اللِحَاقِ بِشَقِيقَاتِهَا الكَرْمَلِيَّاتِ الـثَــلاثِ فـي دَيْرِ الكَرْمِلِ في لِيزْيُو، لَكِنَّهَا لَمْ تَحْصَلْ عَلَى مَرْغُوبِهَا، لِصِغَرِ سِنِّهَا، فَلَجَأَتْ إِلَى البَابَا لِيُونَ الثَالِثَ عَشَر (1878-1903)، وأَلَحَّتْ عَلَيْهِ، فَأَمَرَ بِقَبُولِهَا في الدَيْر، فَدَخَلَتْ دَيْرَ الراهِبَاتِ الكَرْمَلِيَّات، وكَانَ لَهَا مِنَ العُمْرِ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَة، وحَمَلَتْ إِسْمَ تِرِيز الطِفْلِ يَسُوع. بَلَغَتْ شَأْوًا بَعِيدًا في مِضْمَارِ القَداسَة، عَاكِفَةً عَلَى الصَلاةِ والتَأَمُّلِ ومُمَارَسَةِ جَمِيعَ الفَضَائِلِ وأَخَصُّهَا المَحَبَّةُ والتَواضُع. وقَدْ جُنَّتْ في مَحَبَّةِ الطِفْلِ الإِلَهِيِّ وكانَتْ تَقُول: "إِنَّ طَرِيقَ القَداسَة، هِيَ طَرِيقُ المَحَبَّة". وبِفَضْلِ تَقَدُّمِهَا الرُوحِيِّ البَارِزِ عُيِّنَتْ مُعَلِّمَةً لِلْمُبْتَدِئَاتِ وَهِيَ في عُمْرِ 22 سَنَة. بَعْدَ 9 سَنَواتٍ في الحَيَاةِ الرُهْبَانِيَّة، قَضَتْ مِنْهَا السَنَتَينِ الأَخِيرَتَيْنِ في لَيْلِ الأَوْجَاعِ الجَسَدِيَّة، وذَلِكَ لِكَثْرَةِ ما كانَتْ تَأْتِيهِ مِنَ الإِمَاتَاتِ والتَضْحِيَات، والقِيَامِ بِالخِدْمَةِ الدَيْرِيَّة، عَلَى رَغْمِ ضُعْفِ بُنْيَتِهَا، فَمَرِضَت بِمَرَضِ السِلّ، ومِنْ عَلَى صَلِيبِ الآلامِ طَارَتْ نَفْسُهَا البَارَّةُ إِلَى الاتِّحَادِ بِعَرِيسِهَا الإِلَهِيِّ في الأَخْدارِ السَمَاوِيَّة، في 30 أَيْلُولَ سَنَةَ 1897، ولَهَا مِنَ العُمْرِ 24 سَنَة. إِنَّ صَدَى أَعْمَالِهَا الرُوحِيَّةِ المَكْتُوبَةِ كانَ لَهَا الأَثَرُ الكَبِير، ومِنْهَا "تَارِيخُ نَفْس"، نُشِرَ بَعْدَ فَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ مِنْ مَوْتِهَا، فَجَعَلَ مِنْهَا أَكْبَرَ قِدِّيسَةٍ في بِدايَةِ القَرْنِ العِشْرِين. ورَغْمَ قِصَرِ حَيَاتِهَا، تَمَيَّزَتْ بِالتَوَاضُعِ العَمِيق، والبَسَاطَة، وتَحَمُّلِ التَقَشُّفَاتِ البُطُولِيَّةِ والأَلَم. ومِنْ سَمَائِهَا أَمْطَرَتِ الأَرْضَ وُرُودَ النِعَم، واجْتَرَحَتِ العَدِيدَ مِنَ المُعْجِزات، حَتَّى عَمَّ صِيْتُ قَداسَتِهَا العَالَمَ كُلَّهُ. أَعْلَنَهَا البَابَا بِيُّوسُ الحادِي عَشَر (1922-1939) شَفِيعَةَ الرِسَالاتِ الخارِجِيَّة، مَعَ القِدِّيسِ فْرَانْسْوَا-كْزَافْيِيه، كَمَا اعْتَبَرَهَا "نَجْمَةَ حَبْرِيَّتِهِ". وأُحْصِيَتْ في مَصَافِّ القِدِّيسِينَ سَنَةَ 1925. وفي سَنَةِ 1947 أُعْلِنَتِ المُحَامِيَةَ الثَانِيَةَ لِفْرَنْسَا مَعَ القِدِّيسَةِ جَان-دارْك. وفي سَنَةِ 1997 أَعْلَنَهَا البَابَا يُوحَنَّا بُولُسُ الثَاني (1978-2005) مُعَلِّمَةً لِلْكَنِيسَةِ الجامِعَةِ الثَالِثَةَ والثَلاثِين، بِفَضْلِ مَثَلِهَا بِحَياتِهَا وكِتَابَاتِهَا. صَلاتُهَا مَعَنَا. آمين. |