Biography |
تَذكارُ البَارِّ طُوبِيَّا الرَحُوم كَانَ طُوبِيَّا مِنَ الجَلِيلِ مِنْ سِبْطِ نَفْتَالي، رَجُلًا بَارًّا خَائِفًا اللهَ وحَافِظًا لِوَصَايَاه. جُلِيَ مَعَ ذَوِيْهِ إِلَى نِيْنَوَى، كَمَا جَاءَ في سِفْرِ المُلُوكِ الثَاني (15: 29): "وفي أَيَّامِ فَاقَحَ، مَلِكِ إِسْرائِيل (735-732)، جَاءَ تِجْلَتُ فَلْآسَرُ الثَالِثُ (747-728)، مَلِكُ أَشُّور، وأَخَذَ عِيُّونَ وآبَل، وبَيْتَ مَعْكَة، ويَانُوح، وقَادَش، وحَاصُور، وجِلْعَاد، والجَلْيل، وكُلَّ أَرْضِ نَفْتَالي، وجَلاهُمْ إِلَى أَشُّور". هُنَاكَ اسْتَمَرَّ مُحَافِظًا عَلَى شَرِيعَةِ الله، ونَالَ نِعْمَةً لَدَى المَلِكِ شَلْمَنْآسَرَ الخَامِس (726-722)، فَوَهَبَهُ مَالًا وأَكْرَمَهُ. ولَكِنَّ المَلِكَ سَنْحَارِيبَ (704-681) حَنِقَ عَلَيْهِ وأَرادَ قَتْلَهُ وضَبَطَ أَمْوالَهُ، فَهَرَبَ. وإِثْرَ قِيَامِهِ بِدَفْنِ جُثَّةِ ٱمْرِئٍ مَجْهُولٍ مِنْ أَبْنَاءِ بَلَدِهِ، مُعَرِّضًا حَيَاتَهُ لِلْخَطَر، فَقَدَ بَصَرَهُ، فَاحْتَمَلَ مُصَابَهُ وبَقِيَ مُعْتَصِمًا بِإِيمَانِهِ. أَرْسَلَ ٱبْنَهُ الفَتَى طُوبِيَّا إِلَى راجِيسَ يَسْتَوْفي دَيْنًا، فَرافَقَهُ المَلاكُ رافَائِيْلُ دُوْنَ أَنْ يَعْرِفَهُ. وبَعْدَ أَنِ اسْتَوْفَى الدَّيْن، تَزَوَّجَ مِنْ سَارَةَ بِنْتِ رَعُوئِيْلَ مِنْ أَقْرِبَائِهِ، وخَلَّصَهُ رافَائِيْلُ مِنَ القَتْل، ورَدَّهُ إِلَى أَبِيْهِ سَالِمًا مَعَ سَارَةَ زَوْجَتِهِ. وَوَضَعَ طُوبِيَّا عَلَى عَيْنَي أَبِيْهِ مِنْ مَرارَةِ الحُوتِ الذِي اصْطادَهُ بِرُفْقَةِ المَلاكِ مِنْ نَهْرِ دِجْلَة، فَعَادَ بَصَرُهُ وشَكَرَ الله. ولَمَّا أَرادَ أَنْ يُعْطِيَ الشَابَّ الذِي رافَقَ ٱبْنَهُ وشَفَاهُ بَعْضَ أُجْرَتِهِ، أَبَانَ لَهُ الشَابُّ أَنَّهُ مَلاكُ الله، وحَضَّهُ عَلَى الثَبَاتِ في إِيمَانِهِ بِاللهِ الحَاضِرِ مَعَ مَنْ يَتَّقِيهِ. قِصَّةُ طُوبِيَّا وعَائِلَتِهِ نَجِدُهَا في كِتَابِ طُوبِيَّا مَا بَيْنَ الكُتُبِ المُقَدَّسَةِ التَارِيخِيَّة. تُوُفِّيَ طُوبِيَّا الرَحُومُ سَنَةَ 680 قَبْلَ المَسِيح، ولَهُ مِنَ العُمْرِ 112 عَامًا، ودُفِنَ في نِيْنَوَى. صَلاتُهُ مَعَنَا. آمين. |