| Biography |
تَذكارُ القِدِّيسَينِ الشَقِيقَينِ قُوزْمَا ودامْيَانُوس وُلِدَ هَذانِ الأَخَوانِ قُوزْمَا ودامْيَانُوس في بَرِّ الشَام، في أَوائِلِ القَرْنِ الثَالِث، وبَعْدَ وَفَاةِ والِدِهِمَا، رَبَّتْهُمَا والِدَتُهُمَا التَقِيَّةُ عَلَى حُبِّ الفَضِيلَة، وغَرَسَتْ في قَلْبَيْهِمَا مَحَبَّةَ اللهِ والقَرِيب. تَثَقَّفَا بِالعُلُومِ وبَرَعَا في عِلْمِ الطِبّ، واتَّخَذَاهُ خَيْرَ وَسِيلَةٍ لِنَفْعِ القَريبِ والتَبْشِيرِ بِإِيمانِ المَسِيح. فَذَهَبَا إِلَى مَدِينَةِ أَجْيَا في مُقَاطَعَةِ لِيسْيَا، مِنْ أَعْمَالِ كِيلِيكْيَة، وشَرَعَا يُعَالِجَانِ المَرْضَى لِوَجْهِ الله، ولا سِيَّمَا الفُقَراءَ والمُحْتاجِين، ويَعيشانِ عِيشَةَ الفَقْرِ والتَقَشُّف، لايَقْبَلانِ بَدَلًا عَنْ تَعَبِهِمَا مِنْ أَحَد، غَنِيًّا كانَ أَمْ فَقِيرًا، لِذَلِكَ لُقِّبَا "بِمَاقِتَيِ الفِضَّة - anargyres ". وكانَتْ صَلاتُهُمَا أَنْجَعَ مِنَ الأَدْوِيَةِ الطِبِّيَّةِ لِشِفَاءِ الأَمْراضِ عَلَى أَنْواعِهَا. وأَجْرَى اللهُ عَلَى أَيْدِيهِمَا آياتٍ كَثِيرَة. فَارْتَدَّ الكَثِيرُونَ مِنْ عِبَادَةِ الأَوْثانِ إِلَى الإِيمانِ بِالمَسِيح. بَلَغَ خَبَرُهُمَا لِيسِيَاسَ والي كِيلِيكْيَة، فَاسْتَدْعَاهُمَا وأَخَذَ يُلاطِفُهُمَا ويَعِدُهُمَا بِمَراتِبَ عَالِيَة، إِذا ضَحَّيَا لِلأَصْنَام، وإِلَّا أَنْزَلَ بِهِمَا أَشَدَّ العَذابات. أَجَابَا بِكُلِّ جُرْأَةٍ: "نَحْنُ عَنْ إِيمانِنَا بِالمَسِيحِ لا نَحِيد". عِنْدَئِذٍ أَمَرَ فَقَيَّدُوهُمَا بِالسَلاسِل، وطَرَحُوهُمَا، عَلَى التَوالي، في الماءِ والنارِ والسِجْن. ثُمَّ رَجَمُوهُمَا وصَلَبُوهُمَا ورَشَقُوهُمَا بِالسِهَام، وبَعْدَ أَنْ تَغَلَّبَا عَلَى كُلِّ هَذا العَذاب، بِصَبْرٍ عَجِيب، يَئِسَ مِنْهُمَا الوالي فَأَمَرَ بِضَرْبِ عُنُقَيْهِمَا، فَنَالَا إِكْليلَ الشَهَادَةِ سَنَةَ 303. صَلاتُهُما مَعَنَا. آمين. |
