| Biography |
تَذكارُ مَوْلِدِ سَيِّدَتِنَا مَرْيَمَ العَذْراء لا تَذْكُرُ الأَنَاجِيلُ الأَرْبَعَةُ القَانُونِيَّةُ شَيْئًا عَنْ مَوْلِدِ العَذْراءِ مَرْيَم، ولَكِنَّ التَقْلِيدَ الكَنَسِيَّ يَسْتَنِدُ إِلَى تَقْلِيدٍ مَكْتُوبٍ عَرِيقٍ في القِدَمِ هُوَ "إِنْجِيلُ يَعْقُوبَ التَمْهِيدِيّ"، وَهُوَ إِنْجِيلٌ مَنْحُولٌ يَرْقَى إِلَى سَنَةِ 150، نَظَرًا إِلَى الدَوْرِ الفَرِيدِ الذِي قَامَتْ بِهِ مَرْيَمُ في تَارِيخِ الخَلاص، كانَ لا بُدَّ لَنَا مِنَ التَوَقُّفِ عِنْدَهُ لِنَقْرَأَ تَدْبِيرَ اللهِ في حَيَاةِ البَشَر. إِسْتَجَابَ اللهُ صَلاةَ والِدَيْهَا الطَاعِنَيْنِ في السِنّ، يُواكِيمَ وحَنَّةَ العَاقِر، ورَزَقَهُمَا هَذِهِ الابْنَةَ العَجِيبَةَ المُخْتَارَةَ مُنْذُ الأَزَلِ لِتَكُونَ أُمًّا لِلْكَلِمَةِ المُتَجَسِّد. تُعَلِّمُ الكَنِيسَةُ أَنَّ مَرْيَمَ حُــبِــلَ بِهَا مُــنَـــزَّهَــةً عَــنْ وَصْمَةِ الخَطِيئَةِ الأَصْلِيَّة، فَإِذا هِيَ مِنْ يَدِ اللهِ تُحْفَةُ الكَوْن، لا عَيْبَ فِيهَا، كَمَا نَاداهَا قَبْلَ أَجْيَالٍ نَشِيدُ الأَنَاشِيد: "كُلُّكِ جَمِيلَةٌ، يا خَلِيلَتِي، ولا عَيْبَ فِيكِ" (4: 7). بِمِيلادِ مَرْيَمَ العَذْراءِ شَمَلَ الفَرَحُ والبَهْجَةُ السَماواتِ والأَرْض، فَهِيَ نَجْمَةُ الصُبْح، طَلَعَتْ لَدَى بُزُوغِ فَجْرِ النِعْمَة، تُبَشِّرُ بِإِشَراقِ شَمْسِ البِرِّ ونُورِ العَالَم. ولَقَدِ اسْتَفَاضَ القِدِّيسُونَ في مَدْحِ هَذا العِيدِ وَوَصْفِهِ المَجِيد. قَالَ القِدِّيسُ أَنْدْرَاوُسُ الأُورَشَلِيمِيّ، أُسْقُفُ كْرِيت (+ 740): "إِنَّهُ عِيدُ الابْتِدَاء، إِذْ بِهِ ابْتَدَأَ اتِّحَادُ الكَلِمَةِ بِالجَسَد". والقِدِّيسُ يُوحَنَّا الدِمَشْقِيُّ (+ 749) يَهْتِفُ: "هَلُمُّوا جَمِيعُكُم أَيُّهَا الشُعُوبُ مِنْ كُلِّ جِنْس، وكُلِّ لِسَان، وكُلِّ عُمْر، وكُلِّ رُتْبَة، نَحْتَفِلُ بِمِيلادِ بَهْجَةِ العَالَمِ بِأَسْرِهِ". عِيدُ مِيلادِ العَذْراءِ انْتَشَرَ شَرْقًا وغَرْبًا مُنْذُ القَرْنِ السَابِع، مَعَ البَابَا سِرْجْيُوسَ الأَوَّل (687-701)، الذِي اسْتَعَادَ التَقْلِيدَ الذِي كانَ قَائِمًا في كَنِيسَةِ الشَرْق، المُحَدَّدَ في 8 أَيْلُول. وقَدْ عَزَّزَهُ البَابَاوات: أُورْبَانُوسُ الخَامِس (136201370)، وغْرِيغُورْيُوسُ الحادِي عَشَر (1370-1378)، وأُوربانُوسُ السَادِس (1378-1389) في أَواخِرِ القَرْنِ الرابِعَ عَشَر. إِنَّ مِيلادَ العَذْراءِ مَرْيَمَ هُوَ إِعْلان، وَوَعْد، وإِعْدادٌ لِمِيلادِ المَسِيح. فَيَجْدُرُ بِنَا نَحْنُ أَبْنَاءَهَا أَنْ نَسْتَشْفِعَهَا ونُحَيِّيَهَا في هَذا اليَوْمِ بِالنَشِيدِ الطَقْسِيِّ المَشْهُور: "كُلُّكِ جَمِيلَةٌ وما بِكِ مَعَاب، اخْتَارَكِ اللهُ الآب، أُمًّا لابْنِهِ يَسُوعَ الوَهَّاب. تَمَامُ سَعَادَتِنَا في الثُبُوت، بِعِبَادَتِكِ حَتَّى نَمُوت، هَلِلُويَا. ونَحْظَى بِالمَلَكُوت". صَلاتُهَا مَعَنَا. آمين. |
