Biography |
تَذكارُ القِدِّيسِ تَلالاوُسَ القُبْرُسِيّ كَتَبَ سِيرَةَ هَذا القِدِّيسِ المُؤرِّخُ تِيُودُورِيتُسُ أُسْقُفُ قُورُشَ في كِتابِهِ "أَصْفِياءُ الله"، وَقَدْ عَرَفَهُ شَخْصِيًّا، قالَ: "أَصْلُهُ مِنْ جَزِيرَةِ قُبْرُس، زَهِدَ في العَالَمِ لِكَيْ يَعِيشَ لِلَّهِ وَحْدَهُ. أَتَى إِلَى مَدِينَةِ جَبْلَةَ، في مُحافَظَةِ اللاذِقِيَّةِ السُورِيَّة، التي كانَ قَدْ بَناهَا الفِينِيقيُّون، وصَعِدَ إِلَى قِمَّةِ جَبَل، ونَصَبَ لَهُ كُوخًا حَقِيرًا عَلَى أَنْقَاضِ مَعْبَدٍ لِلأَصْنام. وأَقَامَ فِيهِ مُثَابِرًا عَلَى الصَلَواتِ والتَأَمُّلاتِ ومُمَارَسَةِ التَقَشُّفات؛ ثُمَّ ابْتَنَى ناوُوسًا ضَيِّقًا، حَيْثُ لا يُمْكِنُهُ الجُلُوسُ فِيهِ إِلَّا مُطَأْطِئَ الرَأْسِ حَتَّى رُكْبَتَيه، قاعِدًا القُرْفُصَاء، وأَخَذَ يُنْهِكُ جَسَدَهُ بِالأَتْعابِ النُسْكِيَّة، ويُذِيبُهُ بِالصَوْمِ والسَهَرِ وأَصْنافِ الجِهَادات، واسْتَمَرَّ عَلَى ذَلِكَ عَشْرَ سَنَوات". وأَضَافَ تِيُودُورِيتُسُ قائِلًا: "عِنْدَمَا أَتَيْتُ إِلَيهِ سَأَلْتُهُ ما هَذا النَوْعُ مِنَ العِيشَة؟ فَأَجَابَني: إِنِّي مُثَقَّلٌ بِخَطايا كَثِيرَة، فَــاخْــتَــرَعْـتُ هَـذِهِ الـطَرِيقَةَ لأُعاقِـبَ جَـسَدِي بِعَذابٍ مُتَوَسِّط، فَأَنْجُوَ مِنْ هَوْلِ العَذاباتِ القاسِــيَـةِ في الآخِرَة. فَإِنَّ ما أُعَانِيهِ الآن، هُوَ يَسِيرٌ بِالنَظَرِ إِلَى العَذابِ الأَبِدِيّ". أَجْرَى اللهُ بِصَلاتِهِ العَدِيدَ مِنَ الأَشْفِيَة. وَبِمِثْلِ تِلْكَ التَقَشُّفاتِ أَنْهَى حَيَاتَهُ. وَرَقَدَ بِالرَّبِّ سَنَةَ 466. صَلاتُهُ مَعَنَا. آمين. |