Biography |
تَذكارُ القِدِّيسِ بِيصَارْيُونَ العَجَائِبِيّ وُلِدَ بِيصَارْيُونُ في مِصْرَ مِنْ أَبَوَيْنِ مَسِيحِيَّين، وقَدْ أَحَبَّ الحَيَاةَ المَلائِكِيَّةَ مُنْذُ صِبَاه. شَعَرَ بِتَغَرُّبِهِ عَنِ العَالَم، وبَقِيَ هَذا الشُعُورُ مُلازِمًا لَهُ كُلَّ أَيَّامِ غُرْبَتِهِ. إِعْتَزَلَ العَالَمَ وانْطَلَق أَوَّلًا إِلَى أَنْطُونْيُوسَ الـكَـبِـيـرِ في بَـرِّيَّـةِ الإِسْـقِـيط، حَيْثُ مَكَثَ زَمَانًـا تَـحْتَ تَدْبِيرِهِ، ثُـمَّ جَـاءَ إِلَى القِدِّيسِ مَـكَـارْيُوسَ يَـتَتَلْمَذُ عَلَى يَدَيْهِ، وأَخِيرًا هَامَ في البَرِّيَّةِ كَطَائِرٍ غَرِيبٍ لا يَمْلِكُ شَيْئًا ولا يَسْتَقِرُّ في مَكَان، عَاكِفًا عَلَى مُطَالَعَةِ الكُتُبِ المُقَدَّسَةِ ومُنَاجَاةِ اللهِ بِالصَلاةِ والتَأَمُّلِ وقَهْرِ الجَسَدِ وضَبْطِ الحَواسّ، مُتَكَبِّدًا شِدَّةَ الجُوعِ والعَطَشِ والعُرْيِ وحَرارَةَ الشَمْس، رافِعًا عَقْلَهُ وقَلْبَهُ إِلَى الله، يَتَمَثَّلُهُ كَيْفَمَا سَارَ وأَيْنَمَا حَلّ، مُنْتَظِرًا راحَتَهُ الأَبَدِيَّة. وَلَمْ يَكُنْ يَقْبَلُ شَيْئًا مِنْ أَحَد، ولا أَنْ يَكُونَ لَهُ مَحَلٌّ يَسْكُنُهُ، تَشَبُّهًا بِالسَيِّدِ المَسِيح، ولَمْ يَمْلِكْ مِنَ الدُنْيَا سِوَى الإِنْجيلِ المُقَدَّس، جَاعِلًا فِيْهِ كُلَّ هَنَائِهِ وعَزائِهِ، عَامِلًا بِتَعَالِيمِهِ الإِلَهِيَّة. كَانَ يَعُدُّ نَفْسَهُ خَاطِئًا وآخِرَ الناس، ويَرْثِي لِمَنْ يَسْقُطُ في خَطِيئَة، ويَبْذُلُ لَهُ النُصْحَ لِيَنْهَضَ مِنْ سَقْطَتِهِ. مَنَحَهُ اللهُ صُنْعَ الآيات. ولِتَواضُعِهِ كَانَ يَهْرُبُ مِنَ المَجْدِ البَاطِل، فَيُحَاوِلُ النَاسُ الحُصُولَ مِنْهُ عَلَى مُعْجِزَةٍ بِالحِيلَة، لِعِلْمِهِمْ أَنَّهُ يَهْرُبُ مِنْ كُلِّ شُهْرَة. وبِمِثْلِ هَذِهِ الأَعْمالِ الصَالِحَةِ والفَضَائِلِ السَامِيَةِ رَقَدَ بِالرَّبِّ في أَواخِرِ القَرْنِ الرابِع. صَلاتُهُ مَعَنَا. آمين. |